فى أعقاب مهزلة الانتخابات الأخيرة أجدنى شامتاً بشدة فيما حدث لأحزاب المعارضة فى هذه الانتخابات!! فهى فى رأيى تستحق ما لحق بها من خسائر، لأنها لم تكن تمثل الشعب المصرى الحقيقى، بل كانت إما باحثة عن وجاهة عضوية المجلس الموقر الذى يصدق عليه أنه يمثل بالشعب وليس يمثل الشعب!!
فأى مجلس هذا الذى يوافق على فرض الضرائب على شعب تعانى غالبيته من عدم القدرة على توفير أساسيات المعيشة لأبنائهم وأسرهم، ويوافق على تعديلات دستورية جميعها يحقق تكبيل حرية المواطن وفرض توريث عليه!! أما شعب مصر الحقيقى فهو لم يمتنع عن قول كلمته أبداً، بل قالها واضحة وصريحة فى كل انتخاب أو استفتاء.. قالها بامتناع الغالبية العظمى منه عن التصويت لهؤلاء المستبدين، فلم تزد أبداً نسبة الحضور والمشاركين فى أى استفتاء أو انتخاب جرى على 25٪ بما فيها أصوات الموتى والمضطرين لبيع أصواتهم لقاء وجبة العشاء!!
معنى ذلك أن 75٪ وأكثر من الشعب المصرى قالوا «لا» عن طريق مقاطعتهم هذه الكرنفالات!! وكان الأشرف لأحزاب المعارضة إذا ما أرادت التعبير عن الشعب المصرى الحقيقى أن تقاطع الانتخابات!!
فكل من شارك فى هذه الكرنفالات لم يكن أبداً يمثلنا نحن الشعب المغلوب على أمره، والذى عبر عن صوته وإرادته على طريقة غاندى أى بالتعبير السلبى السلمى عن اعتراضه على الحكومة المفروضة عليه بعزوفه عن المشاركة.. أكثر من 75٪ من الشعب المصرى أبدوا رأيهم فيما يحدث بالمقاطعة إيماناً منهم بأن الثورة أصبحت طريقاً غير شرعى للتغيير، بعد أن رأوا بأعينهم ما أتت به الثورة من مظالم ومفاسد، ففلسفوا موقفهم فى مقاطعة الكرنفالات التى تجريها الحكومة والحزب الحاكم، الذى اضطر إلى الشراء من الأموال التى نجحوا فى سرقتها من الشعب بطرق مختلفة!! لهذا أنا شامت فى كل من شارك فى الانتخابات،
وأنا متأكد أننى لست وحدى الشامت، بل كل من لم يشارك فى هذه الكرنفالات، الذى هو لم يصمت، وإنما قال رأيه فى كل شىء، وهم الغالبية الكاسحة من الشعب المصرى.. وهؤلاء الذين شاركوا كمعارضين إما باحثون عن وجاهة وإما مخترقون من كاهن النظام والحزب!!
فلا يسعنى إلا أن أقول لهم «أحسن تستاهلوا» وتستحقون أكثر من هذه الإهانات، لأنكم تخليتم عن إرادة الغالبية العظمى من الشعب المصرى الشريف الذى أبى أن يشارك فى احتفالات تأبينه وهو حى!
ضابط شرطة سابق ومحامٍ حر