سيدى الرئيس.. ما حدث فى الانتخابات الأخيرة كان الدافع لأن أكتب إليك.. وإنصافاً للحق فإن ما حدث من تجاوزات وبلطجة ورشاوى وتزوير وخلافه يتحمل وزره «كل الشعب» فليس كل ما حدث صدر عن مسؤولى الحكومة والحزب الوطنى كما قال البعض!!.. إنه نتاج طبيعى لمجتمع حالى ندعى أنه متدين!! والحقيقة أن اختلال القيم والأخلاقيات، واختلاط المفاهيم خلال العقود الأخيرة أفرزا ما نحن فيه!!
لقد تنامت ظاهرة العنف فى المجتمع بمعدل يثير القلق، وتدهورت الأخلاقيات بشكل واضح، وذلك نتيجة قصور القائمين على شؤون التعليم والإعلام والثقافة والدين وآخرين!! فكلها معاً وسائل لتقويم الإنسان، وغرس القيم والمبادئ الصالحة داخله، ليصبح لدينا مواطن صالح على خلق عظيم.. التعليم يا سيدى - كما ذكرت لكم أمس الأول - تدهور والأمية تفشت.. أما الإعلام فتوجهه الأكبر للترفيه، وامتلأ بما يثير الغرائز، ويبث قيماً مدمرة فى نفوس الأجيال الصاعدة!!
أما الثقافة فى بلدنا فحدِّث ولا حرج!! وبسبب ضعف وقصور المؤسسة الدينية أصبح كثير من أبناء الوطن يخلطون الحابل بالنابل.. لا يعظمون ما حرمه الله.. ينافقون ويكذبون ويرتشون ويفسدون فى الأرض ظانين أنهم يحسنون صنعاً!! والأخطر أن ميزان العدل اختل.. وتناسينا أن العدل روح الأمة، وسبب تقدمها وازدهارها.. وذلك حديث الغد.