سيدى الرئيس.. أصدقك القول، لقد غمرنى الحزن لما دار فى الانتخابات الأخيرة!! وسرحت بعيداً مستعرضاً رحلة العمر الطويلة، واستعرضت كل أفراد شلة أصدقاء العمر (24 فرداً).. كانت بداية تعارفهم فى المرحلة الابتدائية، واستكملت فى بداية المرحلة الإعدادية، وظلوا حتى الآن مترابطين متحابين متواصلين، برغم اختلاف الرؤى والآراء والدين!!
أنعم الله عليهم جميعاً مادياً وأدبياً، وتبوأوا مناصب مرموقة.. فكلهم شديدو التميز، وكتبت عنهم عدة مرات، مكررا حقيقة أن ما وصلنا إليه كان بسبب (التعليم)، وبسبب إخلاص «معلمينا الرائعين»، تفوقنا ونجحنا ووصلنا إلى ما نحن عليه الآن!!..
(التعليم) يا سيدى هو مفتاح تقدم الأمة.. هو من يخرج مواطناً صالحاً قادراً على العطاء.. لقد أهملنا أهميته، ولم نضع خطة «واضحة ثابتة» للرقى بالتعليم!!..
فكل فترة يتغير وزير ويأتى آخر برؤية مختلفة، ويبدأ فى التغيير سلباً أو إيجاباً.. والمحصلة: تدنى المستوى التعليمى، وتعاظم الاعتماد على الدروس الخصوصية، وكان الحصاد ملايين من الطلبة شديدى الجهل بتاريخ أمتهم الحقيقى، ولغتهم و.. و.. وهرول القادرون إلى المدارس الخاصة، وتدريجياً فقد شعار (التربية) معناه!! ورغم مناداتكم بضرورة سرعة (محو الأمية)، فإذا بالعقود تمر ويزداد معدل الأمية.. إنها كارثة!!