مصر النبيلة.. والأميرة
مصر ابتسامتنا.. الأثيرة
مصر احتمال الجرح لا يرضى أنين المستجيرة
مصر الحضارة.. والتخلف.. والطموح يزيح نيره
مصر المسنة.. والفتية.. والغنية.. والفقيرة
مصر المخشنة الثياب.. وكم كست عصراً حريره
مصر الجميلة لم تبح فى قبلة عينا كسيرة
مصر التى صنعت قلوب رجالها عنقود سيرة
مصر العزيزة ما اقشعرت بالضياع لها سريرة
مصر العيون بلا دموع.. والدموع بها غزيرة
مصر التى تعطى ولا تعطى.. ولم ترفع عقيرة
مصر الأصيلة لا تقول: «أنا.. أنا» وهى الجديرة
مصر الأبية لا تمد إلى الزمان يداً صغيرة
مصر العظيمة.. هكذا تتبلور الصفة المشيرة
هى كل شىء فى حياتى.. مصر ملحمتى الأخيرة
أنا فيك يا بلدى أموت.. فلا أموت، ولا العشيرة
أنا من ترابك وردة مالت عليه لكى تنيره
أنا فى حياتك لحظة خفقت على تلك الوتيرة
إنى هنا.. وهنا.. هنا.. وهناك.. أنفاس كثيرة
أنا فى الدروب.. وفى القلوب.. وفى الذى أحيا ضميره
أنا فى التراب.. وفى القباب.. وفى مباهجنا اليسيرة
فى دفتر الطفل الذى تعز أحرفه الغريرة
فى شرفة الولد التى انبهرت بجارته المثيرة
وقوائم البرق التى وشى القطار بها هديره
أنا ترعة الكفر العجوز وهامة البرج الشهيرة
وأنا المآذن والنخيل ودوحة التوت الكبيرة
وأنا سعادة جدة تربى الدواجن فى الحظيرة
أنا فى عصا راع يهش، وفى عصا نور البصيرة
أنا فى المحار على الشطوط وفى الكتاب على الحصيرة
أنا حين تجمع أسرة (طبلية) عند الظهيرة
أنا فى تعافى من يخف إذا القلوب أتت سريرة
فى (قلة) الماء التى يطفى الظمى بها الهجيرة
أنا فى عيون هريرة.. وعطاء سنبلة فطيرة
أنا مصر.. تشرق فى ابتسامة طفلتى ذات الضفيرة.
المنصورة