فوز بطعم الهزيمة

السبت 04-12-2010 08:00

الذين شعروا بهذا الطعم من الفوز هم جزء من النواب الذين تنكروا لمن أعطوهم أصواتهم فى السابق، وحين جلسوا تحت قبة البرلمان تناسوا دورهم فى الرقابة والتشريع، بل أعطوا ظهورهم لمن صوتوا لصالحهم فى الماضى!! هؤلاء النواب كان دورهم فى المجلس الماضى لا يزيد على إما الصمت حيث السكوت من ذهب، وإما نافقوا وداهنوا السلطة وصفقوا لها مرة بالحق ومرات عديدة بالباطل، من أجل الحفاظ على مقاعدهم فى الانتخابات المستقبلية.. والتى جرت منذ بضعة أيام!!

ونتيجة للدور الذى أدوه بكل إتقان ومثلوا فيه بكل براعة كوفئوا من جانب السلطة، ومن ثم مُكنوا من الفوز مرة أخرى بطرق غير مشروعة شابها التزوير وعدم النزاهة، وبعيدة كل البعد عن المصداقية!! فقد فاز أولئك النواب فى الانتخابات التى جرت منذ أيام قليلة ضد منافسيهم، ولكن كان فوزا على الورق فقط..

 أما على الجانب الشعبى والجماهيرى فقد رسبوا فى ذاكرة أهالى دوائرهم، وصار فوزهم مصحوباً بالألم والمرارة، مما أفقدهم الاستمتاع بحلاوة النصر، لأنهم فى قرارة أنفسهم يعلمون بأنهم لا يستحقون هذا الفوز، وأنهم اغتصبوه من أصحابه الحقيقيين، الذين برغم هزيمتهم على الورق حققوا انتصاراً حقيقياً بين مؤيديهم ومحبيهم ويكفيهم هذا فخرا!! أما أولئك النواب الذين فازوا بغير حق أزعم أنهم يخجلون من أنفسهم أمام ضمائرهم كلما خلوا إليها!!

بل يخجلون أمام كل من جاء مهنئا إياهم على فوز لا يستحقونه! إن كل نظرة من مهنئ لهم تشعرهم بالخزى والعار، مما جعل شعورهم بالفوز مصحوباً بطعم الهزيمة.