عن التعصب والعنف

الجمعة 03-12-2010 08:00

فى الآونة الأخيرة ساد فى مجتمعنا العنف والتعصب بكل صورهما، وأخشى أن يكونا لغة المجتمع، كما أنهما أصبحا لغة السياسة والانتخابات!! والتعصب والعنف أنواع منها دينى، واجتماعى، وسياسى، وجنسى.. وغيره، ولهما أشكال متعددة، ويظهران فى صورة الكتابات واللقاءات والمدارس والجامعات والعمل والمواصلات، وصارا لهما إيذاء نفسى وجسدى ومادى وأصبح مجتمعنا على شفا حفرة من الانفجار!!

لذا أردت أن أوضح لإخوانى القراء أن التعصب لا يعمى إلا صاحبه، والعنف قنبلة موقوتة لمن يحمله!.. إذا كان الدين يصنع من الإنسان التعصب والعنف والإرهاب.. فالبعد عنه غنيمة!.. الدين والتدين الحقيقى يصنع من المتعصب مستنيراً، ومن العنيف مسالماً، ومن الإرهابى متسامحاً!.. التعصب والعنف هما ثقافة الجهال، ويد الشيطان، وعين التخلف!.. من يتكلم بالتعصب والعنف مثله مثل حية تبث سمومها لمن حولها!.. التعصب والعنف هما عدم قبول الآخر، وتهميشه، وتحقيره، ونبذه، وهضم حقوقه، وإذلاله.. التعصب والعنف ليسا من ثقافة الأديان ولا من أخلاق الإنسان، بل هما منهج الشيطان!..

 التعصب والعنف هما القبر والنعش لا يدخل فيه إلا الأموات!.. التعصب والعنف من يروج لهما مثله مثل تاجر أعمى، يعرض تجارته فى الظلام، ولا يشتريها منه سوى العميان، وإذا سلط عليه النور اكتشف أنه عريان!!.. ثلاثة توائم يعيشون الآن فى قارتنا.. الجهل، والفقر، والمرض.. فهل «التعصب والعنف» من ذويها أم بنيها؟!

القس

راعى الكنيسة المعمدانية بمدينة النور