كان الشيخ أحمد نعينع يتلو فى خشوع قول الحق تبارك وتعالى «إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى» وكان جميع من فى السرادق يجلسون وكأن على رؤوسهم الطير، وقد بدا عليهم التأثر، فالمتوفى وهو عمى رحمه الله الأستاذ أحمد درويش- عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة فوه ومطوبس- كان يحتل منزلة كبيرة فى قلوب الناس مؤيديه ومعارضيه على السواء، معارضو الأمس هم الذين يتقلبون العزاء، وهم الذين يتباكون علي من كان ملء السمع والبصر، واليوم صار بين يديه سبحانه..
جلست أتصفح وجوه الحاضرين وبينهم كل المتنافسين علي مقاعد الدائرة، أحياء اليوم وأموات الغد، وأتأوه من قلبى على من يقاتل من أجل مقعد يريد أن يحصل عليه بالحق أو بالباطل.. كيف نسى هذا اليوم الذى سيعرض فيه على خالقه؟ حقا إن فى ذلك لعبرة! فهل اعتبر هؤلاء وراجعوا أنفسهم وهم يصافحون بعضهم البعض والله وحده هو الذى يعلم ما فى القلوب؟ هل تذكر هؤلاء زميلا لهم أيضاً سبقهم قبل عمى بأيام فى حادث سيارة أليم وهو الأستاذ صلاح عبده رحمه الله؟
لقد ظننت أن موت العديد من أعضاء مجلس الشعب السابقين وآخرهم كمال الشاذلى، ومصطفى السلاب رحمهما الله سوف يكون له أكبر الأثر فى نفوس المرشحين لهذه الدورة، فالموت كان ومازال أعظم واعظ فى النفوس، ولكن ما حدث يوم الأحد الماضى من تزوير مفضوح وغير مسبوق، وبلطجة مأساوية وضحايا وعنف وإرهاب وبيع ضمائر وشراء أصوات وغير ذلك من الأفعال التى يندى لها الجبين، كل ذلك يؤكد أنه لم يعد هناك رادعاً ولا واعظا لأصحاب النفوس الضعيفة، والذمم الخربة حتى لو كان الموت!!
egy_adarwish@hotmail.com