من الذى يشعل نار الفتنة..؟

الإثنين 29-11-2010 08:00

عشت طفولتى وشبابى لا أعرف أى فوارق بين مسلم ومسيحى، الكل من حولى واحد خاصة وأنا ابن واحد من أكثر أحياء القاهرة ازدحاماً بالاثنين معاً المسلمين والمسيحيين وهو «حى شبرا»، الذى والحمد لله لم يحدث فيه أى مشاكل بخصوص مزاعم وجود فتنة طائفية فى مصر، وبإذن الله لن يحدث، وأقول مزاعم لأننى أثق فى الله وفى رسوله حين قال إن أهل مصر فى رباط إلى يوم الدين.

ورغم أنى غير ملم بكامل تفاصيل مشكلة كنيسة العمرانية فإننى أستطيع أن أشير بأصابع الاتهام إلى الحكومة المصرية فى إشعال الموقف الذى تطور أخيراً إلى مظاهرة حاشدة أوقفت شارع الهرم فترة طويلة، وأصيب فيها الكثيرون وقتل شابان! فالحكومة التى تدعى حرصها على طرفى الأمة المسلمين والمسيحيين هى من بدأت بمحاصرة الكنيسة، وهدم معاول البناء فيها، فهل لو كان البناء بدون ترخيص أهدم ما فعلوه وأحاصرهم أم أمنع استكمال البناء؟

ثم لو كان الترخيص لمجمع إدارى كنسى وتحول إلى كنيسة، فما هى المشكلة فى هذا؟.. ولما يتسبب الروتين القاتل فى إشعال مظاهرة بهذا الشكل.. أليس هناك تعد غير محدود على الأراضى الزراعية فى مصر، مما جعل الرقعة الزراعية تتآكل فلماذا لم تتدخل الحكومة لمنع هذا.. أم فقط تحول مبنى إدارى كنسى لكنيسة هو الأزمة التى تستدعى الحصار الأمنى؟

والآن يستغل أتباع التيارات الدينية المتشددة هذا الموقف ليظهرون المسيحيين على أنهم أعداء الوطن، بالإضافة لإلحاق تهمة الكفر بهم، وتصمت الحكومة على هذا!.. فهل هذه هى الحكمة فى التعامل مع أزمة حساسة كهذه؟.. وأين حكمة الرئيس التى يتشدق بها المسؤولون ليل نهار من هذا الموقف؟.. أتصور أن الحكومة قبل أن تشير للإخوة المسيحيين بأصابع الاتهام عليها أن تتذكر أن هناك ثلاثة أصابع يشيرون إليها بأشياء كثيرة!.. أهمها وطن غارق فى الفساد ولا مواجهة حقيقية له، فما سر هذا الحزم الإدارى مع المسيحيين المختفى فى أشياء كثيرة تحدث تحت سمع وبصر الحكومة؟!.. إلا لو أن الحكومة لا تلقى بالا باشتعال الفتنة الطائفية، لجعل المجتمع المصرى مجتمعاً مسلماً وآخر مسيحياً.. فيسهل اختراقه وربما احتلاله.. فهل هذا ما تريده الحكومة؟

 كاتب صحفى- رئيس تحرير مجلة نحلم