تلجأ الحكومات التى تسود بين مواطنيها الأمية إلى تحديد أشكال رمزية بسيطة تتيح للشعب استخدامها فى اليوم الذى يكرم فيه المرشح أو يهان، وفى خضم الزخم الانتخابى والسيرك القومى متعدد الألوان والأيديولوجيات التى تحيطنا من الجهات الأصلية الأربع سألنى حفيدى الصغير بالمرحلة الأولى KG1 عن معانى تلك الرموز المصاحبة للمرشحين، ومنها على سبيل المثال الجمل والهلال والقمر والنخلة والتليفون والسمكة والمفتاح والساعة وفنجان القهوة، وحتى لا يتهمنى الولد الشقى بغباء الثقافة الانتخابية بحثت فى قاموس شفرة دافنشى عن فك تلك الرموز فتبين أن شعار (الجمل) يمثل الصمود والصبر وتحمل الأذى، ويمتلك قدرة فائقة للتفرقة بين السراب والماء من خلال عيونه التلسكوبية حتى لا يقتله عطش الصحراء وفقر الغذاء، لذلك اختاره الحزب الوطنى شعاراً أثيراً لمرشحيه ونسوا قدرته على افتراس صاحبه عندما يتعرض للإهانة والضرب مهما طالت العشرة بينهما!!
أما شعار (السمكة) فيتجنبه المرشحون لسرعة فساد السمكة التى يبدأ الفساد فيها من الرأس وليس من الذيل أما (النخلة) فهى شعار مرشحى حزب الوفد لشموخها عبر التاريخ وفروعها التى تتحدى بها العواصف الجوية والمؤامرات الأرضية..
بينما (المفتاح) فمن يمتلكه يتمكن بسهولة من فتح مغارة على بابا وهو يردد المثل الشعبى القائل (سرقوا الصندوق يا محمد لكن مفتاحه معايا).. ويفضل الناخبون اختيار (الهلال) لتزايد نموه يوماً بعد يوم منذ مولده حتى يكبر وعندما يبلغ تمام اكتماله فإن (القمر) يعود كالعرجون القديم مما يعنى لبعض هؤلاء التشاؤم مع بداية العد التنازلى لاختفاء أحلامهم!!..
أما (الساعة) فتعنى الدقة والالتزام لإيمان من اختارها بأن الساعة آتية لا ريب فيها.. أما المرشح صاحب رمز (الموزة) فقد يتزحلق فى قشرتها فتقذف به داخل المجلس أو تلقى به خارج الفردوس.. وعن باقى حل الشفرات فهى مؤجلة إلى ما بعد نتائج الانتخابات حتى يتمكن الناخبون من تناول (فنجان قهوة على الريحة)!!