أسباب الصراع الحالى

السبت 27-11-2010 08:00

تدور الآن معارك شرسة بين المترشحين لشغل مقاعد مجلس الشعب المصرى، ولعل أشرسها تلك الحروب الحقيقية الدائرة بين مرشحى الحزب الواحد، وكأنهم لم يتجمعوا على فكر وهدف موحد من أجل خدمة المجتمع كله؟ ولعله من المفيد لصالح مصر أن نحلل أسباب هذا الصراع الدموى المدهش لمن كان مثلى جالسا بعيدا يتأمل من شرفة نهاية العمر..

وفى ظنى أن الأصل يعود إلى أعقاب الثورة الصناعية ونشأة صراع بين أصحاب المصانع ومقرضيهم أصحاب البنوك الممولين لاستثماراتهم ضد طبقة العمال الذين كان يتم تشغيلهم بنظام السخرة المتوارث عن عهد الإقطاع، وهو الصراع الذى أدى إلى نشأة زعماء من بين صفوف العمال، يرفعون شعارات ضد الظلم والاستغلال، وشكلوا اتحادات فئوية سموها النقابات، أصبحت قوة ضغط على أصحاب المصانع بالإضراب عن العمل ومنع غيرهم من العمل. حتى تتم الاستجابة لمطالبهم (العادلة) فى فرض حد أدنى للأجر وحد أقصى لساعات العمل، ونجحوا فى ذلك.

لكن لأن هيئة التفاوض الوسيطة من أعضاء النقابة كانوا عمالاً تفرغوا لتلك المهمة، وابتعدوا عن جهد العمل وقذارة العنابر واكتسبوا وجاهة وحيثية لدى الطرفين كعامل وسيط ينقل الطلبات ويساوم على المطالب ويبرر ويقنع المقهورين باستغلال وظلم القاهرين!! وهو ما تقوم به مجالس الأمة أو الشعب أو غيرها من المسميات فى دول تخلف الوعى الفردى من أمثالنا!! وهو المطمع المرموق الذى يسعى إليه المترشحون.. القيام بدور المحلل.. ويعيدون التاريخ لكى يهنأ الجالس فوق العرش، وهو يرمى للجميع عطاياه لتنهمر على المنصة، حتى تصل بقايا العطايا للحضيض.. لعل ذلك الفهم.. يجعلنا نتأمل!!