لحظة صدق فى انتخابات شمال سيناء

الأربعاء 24-11-2010 08:00

الشعارات التى رفعها نواب الشعب وازدحمت بها سماء سيناء الشمالية لا تختلف عن شعارات زملائهم فى أنحاء الجمهورية، ولا يكاد يؤمن بها حتى بعض الذين رفعوها من المهرولين إلى مقعد مجلس الشعب بعدما انقسموا إلى فريقين، أحدهما يراهن على المال والآخر يراهن على (البركة) و(التربيطات)!!..

 وبين نفحات البركة وغواية المال تبعثرت الرؤية الاستراتيجية لمستقبل سيناء الغامض الذى يمر بمخاض ينبئ بتكهنات لا تبشر بخير!! بعدما انقلب السلم الاجتماعى إلى سلم موسيقى، وكوبرى مبارك إلى (تكية) للارتزاق وفرض الإتاوات، والتضييق على الخلق والتجار، وتوزعت تبعاً لذلك هيبة الدولة مشاعاً بين المنتفعين، وإذا افترضنا أن الانتخابات المقبلة ستكون نزيهة وصادقة حد الشفافية، وأن الشعب سيختار مرشحيه دون ضغوط أو توجيهات!! فإن السيناويين الذين ولدوا على أرضها وليس أمامهم إلا أن يعيشوا عليها أو يدفنوا فى باطنها، يواجهون لحظة صدق لإنقاذ سيناء بكل تفاصيلها ومفرداتها وتاريخها.. لذلك فمسؤوليتهم - مرشحين وناخبين - أكبر وأعظم من باقى المحافـظات!..

ولكن من الغريب أن يأتى نفر بين ليلة وضحاها، وفى غفلة من الزمن، لكى يرفع شعارات فضفاضة تشبه قول الحق الذى يراد به باطل لتصنع له ماضياً مزيفاً وتاريخاً يوحى للمجتمع أن صاحبها من أولئك الذين أفنوا أعمارهم فى خدمة أبناء بلدهم زوراً وبهتاناً، خصوصاً أن المجتمع السيناوى يعرف بعضه البعض تماماً!!.. المؤكد أن أهالى شمال سيناء أذكياء لن يحاسبوا أحداً على شعارات فى رحم الغيب، ولكنهم يستطيعون بفراستهم ورجولتهم أن يحاسبوا على شعارات لم تتحقق ووعود لم تنجز فى معارك انتخابية سابقة!!

ويستطيعون أن يرصدوا أصحاب الهمم العالية، لأنهم من أبناء سيناء الأبية، ومن سلالة رجال ما خانوا يوماً أو انزلقوا فى مستنقعات الرذيلة، لا يباعون ولا يشترون، ولا يقبلون أن يطعموا أولادهم من أموال الرشاوى!!.. لذلك فالناخب السيناوى يواجه مسؤولية ثقيلة وهو يدفع بصوته إلى نائب عاقل واع، يسعى لحل مشاكلها الكثيرة المعقدة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية والمحلية!.. والمرشح يواجه أيضاً مسؤولية ثقيلة، وهو يضع سيناء نصب عينيه، دون أن يغفل لحظة واحدة أنه يمثل مصر كلها.. ودون أن ينسى أن التاريخ لن يسجل إلا أسماء الرجال!!

zaynealshareef@yahoo.com