لصالح من يتم التصرف فى مكتبة جامعة الإسكندرية؟

الثلاثاء 23-11-2010 08:00

جاء بجريدة «الأهرام» بتاريخ الأحد 7/11/2010 خبر يفيد بأن «ثلاثة أدوار كاملة» بمكتبة جامعة الإسكندرية المركزية الواقعة على شارع أبوقير بمنطقة الشاطبى وبجوار معهد الدراسات العليا والبحوث، يتم ترميمها حالياً لتكون تابعة للجامعة اليابانية! كانت مكتبة جامعة الإسكندرية المركزية قد افتتحت عام 1985، بعد أن قامت جامعة «إسن» الألمانية بعمل جميع التجهيزات الفنية والأثاثات، وتدريب العاملين بها على النظم المكتبية الصحيحة، وقد كنت معاصراً لتلك الفترة لكثرة ترددى على المكتبة.. قامت إدارة جامعة الإسكندرية - فى ذلك الوقت - بإسناد مسؤولية الإشراف على المكتبة للأستاذ الدكتور محمد محمد مجاهد، أستاذ الكيمياء بهندسة الإسكندرية وعميدها الأسبق، وكانت المكتبة تؤدى خدمات بحثية متميزة لجميع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والجامعات الأخرى، لما توافر لديها من دوريات متعددة وحديثة وأيضاً نظام مكتبى متقدم!

من المعروف أن الجامعة اليابانية ليست تابعة لجامعة الإسكندرية، ومع اعتزازى وصداقتى لجميع الزملاء العاملين بالجامعة اليابانية، فلا يجوز استقطاع جزء من جامعة الإسكندرية وتسليمه أو بيعه لأى جامعة أخرى!! فالمنحة المقدمة من جامعة «إسن» الألمانية مخصصة لجامعة الإسكندرية وليس لأى جامعة أخرى!! وبعد أن تخلصنا من كابوس وفكر بيع جامعة الإسكندرية، هل نعود ونستقطع أجزاء من جسدها لإهدائها أو بيعها لجامعة أخرى؟ وبالأخص أن المكتبة المركزية هى القلب النابض للدراسات العليا بجامعة الإسكندرية!

أتذكر أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة عندما انتقل مقرها من ميدان التحرير- بوسط البلد- إلى مقرها الجديد بالتجمع الخامس- بالقاهرة الجديدة- وضعت اهتماماً بالغاً بمكتبتها، حتى خرجت المكتبة آية فى الإبداع والتنظيم والروعة، ويمكن للمتردد عليها أن يمكث بها ساعات طوالاً يجد فيها غايته البحثية والعلمية، وتفتح أبوابها من الثامنة صباحاً حتى العاشرة ليلاً فى نظام مكتبى مبدع، والأكثر جمالاً هو جزء مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بها!!

كيف يمكن التفريط فى هذا الجزء الحيوى من جامعة الإسكندرية لجامعة أخرى؟ إنه «وقف لا يمكن التصرف فيه» بأى حال من الأحوال!! أفهم أن الترميم يتم من أجل تحسين الخدمة المكتبية، التى تقدمها الجامعة فى مجال الدراسات العليا، خاصة أن جامعة الإسكندرية أصبحت من الجامعات المتقدمة فى التصنيف الدولى (رقم 147)، ألا يوجد فى هذا الأمر تعارض صارخ؟! إنه صوت صارخ فى البرية.. يا كبار المسؤولين.. اهتموا بالمحافظة على ممتلكات جامعة الإسكندرية!!

minab@aucegypt.edu