ما بين التعليم هناك.. وهنا

السبت 20-11-2010 01:00

كان من حسن حظى أن التحقت بالتعليم الابتدائى فى إنجلترا بعد انتقالنا هناك لظروف دراسة الوالد، وكان ذلك فى النصف الثانى من سبعينيات القرن العشرين، وأود أن أشارك القارئ العزيز خبراتى، التى عشتها هناك فى المدرسة الابتدائية، ثم أنتقل بعد ذلك لطرح سؤال لعلى أجد إجابة لدى أحد السادة المسؤولين عن تربيتنا وتعليمنا!!.

أما عن الدراسة الابتدائية فى إنجلترا فبادئ ذى بدء لم تكن هناك حقيبة مدرسية، لأننا ببساطة لم نكن نتسلم كتباً دراسية فى أول العام الدراسى، بل كان هناك فى كل فصل مجموعة من الكتب الدراسية بعدد تلاميذ الفصل، الذين يستخدمونها طيلة العام الدراسى فى المدرسة ويحافظون عليها ويتركونها فى نهاية العام لتلاميذ العام التالى!!.

 لم تكن هناك أى واجبات من أى نوع طيلة خمس سنوات دراسية قضيتها هناك، ولذلك لم نكن نذهب ونجىء بكراساتنا، التى كنا نحتفظ بها فى فصولنا، ولا تعرف إلى بيوتنا طريقاً!! لم تكن هناك امتحانات من أى نوع بل كنا ننتقل من سنة دراسية إلى أخرى تلقائياً!!

كانت مادة القراءة تعنى ببساطة أن «نقرأ»، حيث كان بكل فصل مكتبة بها ألوان وأشكال من الكتب المناسبة لأعمارنا، حيث نستعير كتباً داخل الفصل لنقرأها، ثم نسجل عنوان الكتاب فى قائمة نحتفظ بها.. أما عن التربية الرياضية فكان يتم اصطحابنا إلى ناد مجاور للمدرسة مرتين أسبوعياً، إحداهما لتعلم السباحة، وفى المرة الثانية كنا نقسّم فرقاً، لتعلم الرياضات الجماعية المختلفة بأصولها وقواعدها وقوانينها، وكنا نكون فرقاً مدرسية تنافس فرق المدارس الأخرى، ونضع خططاً تكتيكية، وندرس خطط المنافسين التكتيكية...إلخ!!

وعندما عدت إلى مصر التحقت بمدرسة من أعرق المدارس الأجنبية للبنات فى مصر ومع ذلك كنت أعرف أكثر بكثير مما تعرف زميلاتى!! والسؤال الذى أود طرحه الآن هو: ماذا سيحدث لو ألغينا الامتحانات بجميع أنواعها فى التعليم الابتدائى؟.. هل سيكون هناك مجال للدروس الخصوصية؟ هل سيقتل طفل برىء على يد معلمه، لأنه لم يقم بعمل واجباته المنزلية؟

هل ستشعر كل أسرة لديها أطفال فى التعليم الابتدائى بأنها ضائعة تائهة غارقة دون الكتب الخارجية؟ هل سيكره الأطفال وذووهم المدرسة واليوم الذى وردوا فيه على المدارس؟

ل سيتم تقييم التلميذ أم المعلم والإدارة والمدرسة على أساس انتهاجها أساليب إبداعية فى التربية والتعليم؟ هل.. وهل.. وهل؟

vivianfn@aucegypt.edu