اللعب مع الكبار له أصوله وقواعده، فالكل يعى معنى عبارة (الكبير كبير)، ولذلك فالذى يولد وفى فمه ملعقة من ذهب فقد وُلِد كبيرا ونشأ وسط الكبار، وعرف قوانينهم جيدا، أما من شب صغيرا وسط الصغار وسعى السعى المشروع بطموح الكادحين ليصبح كبيرا فلن يصمد كثيراً فى مصاف الكبار.. أنا أُشبّه الصغير الذى صار كبيرا واغتر بقوته وظن أنه كبير بالفعل بسمك البلطى الذى كبر حجمه، فظن أنه قد صار حوتا فاغتر بقوته، فلما نزل بحر الحيتان لقى حتفه، فأدرك تماما وهو يحتضر أنه مازال بلطيا ولم يرق لمرتبه الحيتان، وقد عبرت عن ذلك فكتبت: يا بلطى مهما تكبر.. عمرك ماحتبقى حوت.. إوعى ف بحر الحيتان تنزل.. لتكون نهايتك موت.. ف وسط الحيتان مهما تصرخ.. مش راح يتسمع لك صوت.. لو حتعيش يوم واحد بلطى.. أكرم لك ما تكون وجبة لحوت.
raafat.1963@gmail.com