من الآخر.. السياسة أدب

الإثنين 08-11-2010 08:00

تقاس حضارة الشعوب ومكانتها بين الأمم بمدى احترامها وتقديرها لرموزها فى جميع المجالات الدينية، والثقافية، والاقتصادية، وكذلك السياسية وهى المعنية فى المقام الأول فى حديثنا.. أهم ما يميز الدول المتقدمة والمتحضرة احترامها وإجلالها لساستها ورؤسائها وزعمائها، سابقين كانوا أو مازالوا على كرسى الحكم، ولا تفرق بينهم على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية سواء كان اشتراكياً، أو شيوعياً وماركسياً، أو حتى شمولياً أو رأسمالياً! فكل منهم له عشاقه ومحبوه وكذلك معارضوه، فلكل إنجازاته وحسناته وسيئاته، والتاريخ هو شاهد العيان الأمين على صفحات هؤلاء، ناصعة كانت أم سوداء!!


كل زعيم سابق كان رئيساً حاليا.. والزعيم الراحل كان هو رئيس اليوم.. تدق له الطبول وتعطل له إشارات المرور، وتغلق له شوارع بأكملها لموكب سيادته، وتعطل له الحياة، وزعيم اليوم مهما طال العمر به سيكون رئيساً سابقاً يوما ما.. فتلك سنة الله فى خلقه!!


من كان زعيماً صفق له الجميع، وهلل له المهللون، وتسابقت له الأقلام ووسائل الإعلام، وامتلأت المكتبات كتبا وأشعاراً وأناشيد، وصورت القنوات وسجلت الهمسات والحركات والتنقلات، ولا يوجد رئيس فى العالم يحبه كل الناس، وليس من العدل والإنصاف أن يكرهه، فنعلم أولادنا وأحفادنا معنى الانتماء والقدوة وحب الرموز، كما يفعل المتحضرون فى العالم، فالمصريون إلى الآن يفتخرون بأمجاد رمسيس وأبو الهول دون رؤيتهما، لمجرد أن ذكرهما المؤرخون وسطر التاريخ أعمالهما بأمانة ومصداقية وشفافية، ولنترك للشعب أن يحب ويتفق مع من يشاء، ويختلف ويعارض من يشاء!!


من الآخر.. واجب علينا تقدير قيمة رؤسائنا وزعمائنا مهما اختلفت آراؤنا، فلاشك أنهم بذلوا الكثير، وعانوا ودفعوا ثمناً غالياً، من أجل رفعة هذا الوطن الغالى، فرحم الله من رحل وأطال العمر لمن بقى!!