لعل حبنا للرئيس السادات طغى على هفوته التى نالت من الفريق سعد الدين الشاذلى، ذلك الرجل الذى توارى ما كان يحق له من تكريم، لقد كان «الشاذلى» رئيساً غير عادى لأركان القوات المسلحة، ذلك المنصب الذى لا يصل إليه إلا صفوة رجال القوات المسلحة، فهناك محمد فوزى، والجندى الذهبى الشهيد عبدالمنعم رياض، وصفى أبوشناف، وغيرهم من العظماء، فقد كان له الفضل حين اعتلى المنصب قبل حرب أكتوبر أن يصل علمه وتدريبه لمستوى الجندى المجند مروراً بالضباط والقادة، فقد أصدر 54 توجيهاً تعليمياً تحوى كل ما يمكن لمقاتل أو قائد أن يعرفه للحصول على نصر فتحقق ذلك بفضل ذلك التدريب، بل التنظيم الذى أوصل علم القائد لكل جندى، حتى لعق اليهود جراح الهزيمة بفضل ذلك الرجل الذى كان إصبعه على كل زناد فى تلك الحرب، وليس هذا فحسب، بل هو من تم اعتماد رأيه الاستراتيجى فى خطة الهجوم قبل الحرب.. لكن الثغرة اللعينة حدثت ليس لتفوق اليهود، لكن لمخالفة توصيات «الشاذلى» الذى عارض قرارات الرئيس السادات، مما أدى لعزله وحدوث الثغرة.. وبوطنية جلبت له الحبس ثلاث سنوات صار معارضاً مصرياً لحكم السادات رجل الحرب والسلام ومعشوق جماهير مصر.. لقد حوكم الشاذلى بناء على طلبه، وظل رهين الحبس بلا عفو كضريبة لحرية الكلمة والفكر.. لكن يظل رئيسنا مبارك صاحب الضربات الجوية ولمسات الشفاء السحرية، فقد رد للرجل اعتباره، واعترف له بالكثير، حين أرسل موفد رئاسة الجمهورية للاطمئنان عليه، فلعل عيادة بطل مريض تخفف آلامه، وآلام كل المهمشين من رجال أكتوبر، فتحية للبطل القائد والمعلم والوطنى المناضل عسكرياً ومدنيا الفريق سعد الدين الشاذلى.