قرر الملياردير المصرى المهندس نجيب ساويرس اعتزال البيزنس والتفرغ الكامل للعمل العام والأعمال الخيرية، حيث صرح فى إحدى المداخلات التليفزيونية قائلاً «مش عايز الناس تقول إن أنا جيت للحياة ومشيت دون أن تكون لى بصمة فى المجتمع الناس تفتكرنى بها».. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هو عمل المحبة، الذى يبغيه ساويرس لأهل بلده والذى أراد به أن يكنز لنفسه كنوزا سمائية لا تنضب ولا تضاهيها أى كنوز أرضية.. وأرجو أن يحوز اقتراحى هذا بعض الاهتمام من المهندس نجيب ساويرس، فيضمه إلى مشاريعه الخيرية، التى ستخدم مجتمعنا المحتاج والفقير.
لا شك أن مشكلة تكدس القمامة وانتشارها فى ربوع القاهرة الكبرى والمحافظات صارت لوغاريتماً لا تستطيع الحكومة بكل ما أوتيت من إمكانات أن تفك طلاسمه!! ويمكن للمهندس نجيب أن يؤسس شركة خاصة كبيرة بإمكانيات هائلة، لجمع وتدوير قمامتنا والاستفادة منها على أعلى مستوى.. من خلالها يستطيع عدد لا بأس به من الشباب العاطل والمحتاج أن يجد عملاً شريفاً مفيداً للبلد.
لقد علق الرئيس السابق كلينتون بالسلب.. فى زيارته الأخيرة لمصر- على كمية الزبالة والقذارة، التى تفترش شوارع القاهرة بالعشوائيات والأحياء الراقية على حد سواء!!
شىء مخجل أن تظهر صورتنا هكذا فى وسط الأمم؟
تعالوا نتخيل لو أن هذا المشروع نجح بامتياز سيقول كل الناس إن النظافة والنظام سببهما المهندس نجيب ساويرس.. فكما أدار وبنجاح كبرى شركات الاتصالات والتشييد والبناء فى العالم أدار وبامتياز مشروع تطهير القاهرة من أعتى المشاكل وأصعبها.. وسوف يدين المصريون بالوفاء والعرفان والجميل لساويرس.. وستصبح بصمة لن تنمحى ولن تزول أبداً مع الزمن.
وإذا قلنا إن المهندس ساويرس لا يبغى المكسب أو العائد من خلال هذا المشروع والمؤكد أنه سيحقق مكاسب كبيرة جداً فليدع هذا المكسب يمول وينفق على مشاريعه الخيرية الأخرى لمساعدة المحتاجين.. وسيكون من نصيبه الدعاء له بدوام الصحة والعافية وطول العمر.. دعاء من أعماق 85 مليون مصرى ومصرية سيعيشون فى نظافة ونظام وتحضر بسببه!