عشوائيات

الأربعاء 03-11-2010 08:00

ما أكثر العشواء فى بلادنا


فى كل شىء نصطلى بنارها


فقد غدت معالما لا تنتهى


فأينما نلقى بأبصارنا


تراكمت على المدى تلالها


ما أكثر الضوضاء فى أحيائنا


وهذه العشواء فى أمورنا


مرافق الحياة كم تعطلت


ما أكثر القيود فى ساحاتها


فيومها يمتد فى طوله


مصالح العباد كم توقفت


ما أكثر الوعود من سادتنا


ما أكثر العهود من قادتنا


وهكذا العشواء قد توغلت


وهكذا العشواء قد تسلطت


وسادت العشواء فى حياتنا


قد ألغى التخطيط فى تصريفنا


قد اختفى التفكير فى تدبيرنا


فأى سلطان تُرى يغلبها


وأى تنظيم تُرى يقهرها


متى يفيق الناس من كابوسها


متى يشيع النور فى أرجائنا


متى يسود الصدق فى كلامنا


متى يكون الحق ميزاننا


متى يصير العدل دستورنا


متى يكون الله نبراسنا


تشيع كالدماء فى عروقنا


كأنها الغبار فى عيوننا


وتنشر الكروب فى حياتنا


تصدها قمامة من صنعنا


فأصبحت علامة لخزينا


وأنكر الأصوات فى أسماعنا


كأنها تشريع دستورنا


وأصبحت تزيد من عنائنا


موانعاً تعوق إنجازاتنا


وقد يزيد طوله عن عمرنا


بسطوة الروتين فى أعمالنا


ولا نرى تحقيق أحلامنا


ولا نرى نهاية لبؤسنا


حتى غدت عبئاً على أنفاسنا


وأعدمتنا الفكر فى أمورنا


بفعل الانغماس فى إهمالنا


لأننا ننساق لارتجالنا


وحسبنا إرضاء أهوائنا


ويبعث الإصلاح فى سلوكنا


ويرفع الآلام من طريقنا


وينمحى الغمام من سمائنا


وينتهى الظلام من أيامنا


وينتهى الدهاء فيما بيننا


نُعليه فى جميع أفعالنا


ويسلم العباد من طغياننا


ونقتفى هداه فى تدبيرنا