مع نهاية الاحتفالات بذكرى السادس من أكتوبر، شعرت بالفخر كلما مرت بخاطرى ذكريات تلك الأيام العظيمة من تاريخ مصر التى سطرها جيل أكتوبر العظيم سطرها رجال ضحوا بأرواحهم ورجال وهبوا دماءهم ورجال حملوا أرواحهم على أكفهم ضد من ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، ومن نار الثأر وقوة الحق وعزيمة الرجال ليدخلوهم فى غيابات الذل والهوان وعار الهزيمة.
أهداف معركة أكتوبر كان ظاهرها العبور، واستعادة الأرض، وباطنها العبور من الهزيمة إلى النصر، وفى عقول وقلوب الرجال هو عبور بالوطن والأمة من التخلف إلى التقدم، ومن الفقر إلى الرخاء، ومن الجهل إلى العلم، ومن الذل والهوان إلى العزة والكرامة، لقد عبر المقاتلون وهذا كان هدفهم الأسمى والأشمل والأكبر.. وفى ظل ما نعانيه الآن، ماذا نقول للشهداء يوم أن يختصمونا أمام الله الواحد القهار؟ عندما يسألوننا عما فرطنا فلم نوف بالعهد، ولم نكن أمناء، فقد عبروا بقوة السلاح، وضحوا بأرواحهم، ولم نكن قادرين على أن نكمل المسيرة إلى التقدم والرخاء والعلم والعزة والكرامة، فماذا سنرد عليهم؟!
المنتزه