فى قلب العالم وفى وسط الشرق يتربع العالم العربى الكبير، جاثما فوق صدور أبنائه تحده تركيا وإيران، تركيا اختارت ثورتها وأسس قيامها وبداية البداية لها، اختارت طريقها على أساس غربى- علمانى، وقادها إلى ذلك مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، مات أتاتورك وبقيت دولته ديمقراطية، علمانية، حرة، وليس أصدق دليل على ذلك، من أن الحكومة يقودها حزب العدالة والتنمية حزب إسلامى التوجه!..
أما إيران فاختارت ثورتها وأسس قيامها على أساس إسلامى- شرقى، بقيادة خامنئى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، مات المرشد، واستمرت الثورة وكانت الدولة الإيرانية الحديثة، الدولة التى إن أخطأت يثور شعبها عليها، فعلى الأقل هناك شعب مازال يتنفس، الدولة التى تواصل تحقيق الإنجازات على الأقل من وجهة نظر من يعيشون فيها.. ونبقى نحن العرب بقعة ظلام وفى منتصف اللاوجود، بين فكين فى غيابة الجب، نواصل الهبوط، ويشتد الظلام، وكأن الفجر حصد أنجمه وتركنا دون ماء يرطب شفاهنا، منتظرين من يملأ الفراغ!
ahmedselimjouhar@yahoo.com