من الطبيعى أن يبادر الأفراد وآحاد الناس بتقديم المساعدة لمن هم فى مسيس الحاجة إليها فور علمهم بذلك، كما حدث فى مأساة الطفلة «حبيبة» ضحية حادث الطريق الدائرى، التى نشرت «الأهرام» قصتها، لكن ليس طبيعياً ولا مقبولاً أن يقوم كبار المسؤولين فى الدولة على أمشاط أرجلهم لتقديم المساعدة فقط بعد التنويه عن هذه المأساة فى الصحف -وليس قبل ذلك- كما فعلت وزيرة الأسرة والسكان ورئيس مجلس الشعب!! فهؤلاء، بخلاف الأفراد وآحاد الناس، مسؤولون عن آلاف الحالات المماثلة بحكم مواقعهم، وملفاتها لاشك أمامهم على مكاتبهم ومكاتب مرؤوسيهم، حيث تصب مشاكل الشعب وترفع شكواه.. فالتفاعل بهذه الصورة المبالغ فيها بعد نشر المشكلة بالصحف، يحمل فى طياته فشلاً جسيماً لقنوات الدولة الشرعية المنوط بها تصريف مشاكل الشعب يومياً، ناهيك عن تملق غير خاف على الرأى العام.
أستاذ بكلية الطب
yehiatarraf@hotmail.com