لعل مظاهر الضيق العام الصادر عن جفاف ثقافات التنمية جديرة بالنقاش فى دورة مجلس الشعب القادمة! ما يدفعنى للكتابة فى هذا الموضوع هو خروجى المبكر من إحدى الوظائف المسؤولة، رغبة فى العطاء للمجتمع، واستناداً لمسيرة الحياة التى استجمعت فيها الدراسة الجامعية أو الخبرة من المجتمع الألمانى على مدى عشرين عاماً (1957- 1977)،
وحينما جاء التصرف فى الشركات «الخاسرة» علا صراخى بالتحذير لبيع «شركة المراجل البخارية»، بمنيل شيحة التى لم يكن ينقصها سوى البحث عن برامج إنتاجية تتلاءم مع إمكانياتها، وراسلت مختلف رجال الدولة.. وتم استدعائى رسمياً بوصول السيد العقيد (م.ش) إلى منزلى بالإسكندرية للسفر (مايو 1994) للقاهرة لمقابلة مستشارى الدكتور عاطف عبيد! وجاءت تصريحات أحد الوزراء مجاملة للزمالة فى الوزارة، أى للسيد الوزير المسؤول! دون الإدراك العلمى بقدرة هذا المصنع فى إثراء حالة الصناعة..
ولقد أكدت إحدى مقالات السيد الدكتور حازم الببلاوى- وهو رجل له مكانة فى الأوساط الاقتصادية- مصداقية ما كتبت وما أعلنت! والآن وما لدىَّ من «وثائق» ومقالات على مدى ستة عشر عاماً دون أن أحقق الآمال لمصرنا العظيمة والغالية، ورغم ملاحقاتى لكثير من المؤتمرات التى أثبتت فيها صواب آرائى، أود الآن مقاضاة الوزير المسؤول الذى أضاع على اجتهادى، فهل أجد من يدلنى على المدخل إنصافاً وتقديراً لكرامة أصحاب الخبرة وقيم الثقافات العلمية؟ وللحديث بقية!!
الإسكندرية
مهندس استشارى الصناعات المعدنية