فى نهاية أغسطس الماضى وبعد حرق وتدمير عشرات الكنائس، سجل الكاتب الأستاذ محمد على الهوارى، مقالاً على موقع الدستور الأصلى، بعنوان «المسيح المصرى» قال فيه بشجاعة ومحبة كاملة ووطنية صادقة وفهم مستنير «كثيرون من المصريين تفاجأوا وخجلوا من أنفسهم، بعد أن أخرجت الكنيسة أسلحتها المخفية من المحبة والتسامح والوطنية فداءً ودفاعاً عن مصر، من شبح الفتنة والحرب الأهلية، وتحمل المسيحيون بصبر يُحسدون عليه، هذا الثمن من الترويع والإرهاب، بحرق هذا العدد القياسى من الكنائس والأديرة».
طبعاً مفاجأة الكثير من المصريين بهذا الأداء الوطنى الراقى من الأقباط تعود إلى الأفكار الخبيثة التى نشرها د. سليم العوا بأن الكنائس والأديرة مكدسة بالأسلحة والذخيرة!! كما أنه طالب بضرورة تفتيش هذه الكنائس. د. العوا!! هل أدركت الآن الأماكن التى هى مكدسة بالأسلحة والذخيرة؟ هل أدركت الآن مدى صدق ووطنية الأقباط؟
يا سادة... الأقباط ملتزمون بقوانين لا تقبل التعديل أو التحوير أو التأويل.. لنتذكر كلمات المسيح «سَمِعْتُمْ أنَّهُ قِيلَ: عَينٌ بِعَينٍ وسِنٌّ بسِنٍّ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: لا تُقاوِموا مَنْ يُسىءُ إلَيكُم. مَنْ لطَمَكَ على خَدَّكَ الأيْمنِ، فحَوِّلْ لَه الآخَرَ. ومَنْ أرادَ أنْ يُخاصِمَكَ ليأخُذَ ثَوبَكَ، فاَتْرُكْ لَه رِداءَكَ أيضًا. ومَنْ سَخَّرَكَ أنْ تَمشىَ معَهُ مِيلا واحدًا، فاَمشِ معَهُ مِيلَيْن. مَنْ طَلَبَ مِنكَ شيئًا فأَعطهِ، ومَنْ أرادَ أَنْ يَستعيرَ مِنكَ شيئًا فلا ترُدَّهُ خائِبًا.. سَمِعتُم أنَّهُ قِيلَ: أحِبَّ قريبَكَ وأبغِضْ عَدُوَّكَ. أمّا أنا فأقولُ لكُم: أحِبّوا أَعداءَكُم، وصَلّوا لأجلِ الَّذينَ يضْطَهِدونكُم..
فإنْ كُنتُم تُحِبّونَ الَّذينَ يُحبّونكُم، فأىّ أجرٍ لكم؟ أما يعمَلُ جُباةُ الضّرائِب هذا؟ وإنْ كنتُم لا تُسلَّمونَ إلاّ على إخوَتِكُم، فماذا عمِلتُم أكثرَ مِنْ غَيرِكُم؟ أما يعمَلُ الوَثَنيّونَ هذا؟ فكونوا أنتم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماوىَّ كامِلٌ..»... من هذا المنطلق ألا يستحق أقباط مصر جائزة نوبل للسلام؟ لقد قدموا نموذجاً فى الحب والتسامح والوطنية والإخلاص للوطن. لم يكن أقباط مصر فى يوم من الأيام لهم عداوة مع أحد، بل محبة وإخلاصا للجميع. وبصفة عامة قدم المصريون جميعاً «مسلمين وأقباطا» نموذجاً رائعاً فى الوطنية الصادقة والحب الحقيقى للوطن. تحية إخلاص لكل مصرى شريف ومخلص للوطن.
د.
أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية