فى رحاب الصالحين «15»
عودة إلى «رحاب الصالحين».. وما أكثرهم فى مصر.. اللهم تقبل دعاءهم لبلدنا!!.. منذ أقل من عقدين كنت فى زيارة للصديق محمود الجمال صاحب «أوندين المعادى» أمام مستشفى القوات المسلحة.. كنا فى بدايات الشتاء، وذهبت وبصحبتى زوجتى، وجلسنا فى مكتبه على النيل أنا وهو وزوجتانا، وذلك الرجل الذى عرفنى به قائلاً: صديقى الحاج محمد سمير صديق.. دار الحديث عن الإعجاز فى القرآن الكريم، وكلما استشهدت بآية من القرآن قاطعنى صاحبنا قائلاً: آية رقم «كذا» فى سورة «كذا».. وهكذا!! أثارت قدرته تلك دهشتى، فكأننى أجلس أمام المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم!!..
ثم طلب من أخونا محمود مصحفاً، وكلما ذكرت آية فتح المصحف فإذا بالصفحة التى تحوى الآية!!.. اندهشت فهو حكاية ورواية!! تبادلنا أرقام التليفونات وتقابلنا كثيراً، ومازال يتردد علىَّ فى منزلى.. هو من مواليد «25 يناير 1935»، وهو بطل عالمى فى الرماية الدولية، سواء الخرطوش بأنواعه، أو الرصاص بأوضاعه المختلفة.. حصل عام 1958 على الميدالية البرونزية فى بطولة العالم للرماية بموسكو، ثم على الميدالية الذهبية عام 1962 فى بطولة العالم للأساتذة بمصر، وغيرهما.. كتبت عنه العديد من الصحف والمجلات المصرية تنعته بألقاب رائعة.. الأهرام: بطل الأبطال، الأخبار: أبرز لاعب، مجلة المصور: ملك المرتكز، مجلة الإذاعة والتليفزيون: مؤمم الأرقام القياسية...إلخ.. تولى التدريب محلياً ثم عمل مدرباً وخبيراً فنياً فى القاعدة الملكية بالرياض حتى عام 1989.. الغريب أنه اعتنق الإسلام منذ عدة عقود، وعندما علم أن السيدة نفيسة رضى الله عنها ختمت المصحف فى حياتها سبعمائة مرة دعا الله أن يختمه بتدبر مثلها!.. وقد تجاوز الآن ثمانمائة مرة!!.. منذ عشر سنوات كانت زوجتى تعانى من متاعب فى عمودها الفقرى، ونظراً لزواج نجلى الأكبر وكريمتى معاً وقتها، فقد بذلت مجهوداً بدنياً كبيراً أنهكها.. بعد حفل الزفاف ذهبنا إلى
الصديق د. طارق الغزالى حرب فطلب عمل رنين مغناطيسى، فإذا بثلاثة انزلاقات أحدها يحتاج جراحة كبيرة.. بعد أسبوع فوجئت باتصال من الحاج محمد سمير يسألنى عن أحوالها فأبلغته بسوء الوضع.. طلب منى أن أكتب ما سيمليه علىَّ من آيات، وأن أضع ملعقتين من عسل النحل ومثلهما من زيت الزيتون وأخلطهما جيداً، وأدهن عمودها الفقرى كاملاً وأنا أقرأ ما أملاه، وأكرر ذلك عدة مرات!.. بعد أيام قليلة بدأت تتحسن بوضوح.. قمنا بعمل أشعة فإذا بالانزلاقات وقد اختفت.. ولا تعليق!!