كيف أمكن للشعب اليابانى بعد هزيمته الساحقة فى الحرب العالمية الثانية والدمار الهائل الذى حاق بمعظم المدن... كيف أمكن أن يتصدر المشهد التكنولوجى على مستوى العالم فى فترة زمنية قصيرة... ماهو سر تفوقها العلمى؟؟ إنه «المعلم».. إنه ياتى فى المرتبة الثانية بعد الإمبراطور!...عندما سئل رئيس الوزراء اليابانى عن أسباب التطور التكنولوجى أجاب: لقد أعطينا المعلم راتب الوزير، وحصانة الدبلوماسى، وإجلال الإمبراطور!!
وعندما يدخل المدرس الفصل يقف جميع الطلبة وينحنون احتراما، وللعلم تقوم الأسرة اليابانية بزراعة هذا الاحترام فى نفوس أبنائهم، ولذلك تعتبر مهنة المعلم من المهن المفضلة عند اليابانيين!... أما عن الدخل السنوى لمعلم الابتدائى فهو 71200 دولار والمرحلة المتوسطة 75500 دولار،، بالإضافة إلى علاوة مالية 3 مرات فى السنة تضاف للراتب الشهرى!!..
يشارك المعلم الطلبة كل يوم فى نظافة المدرسة، ويقومون بكنس ومسح القاعات وجمع أوراق الشجر المتساقط، ومن هنا يتعلمون العمل الجماعى....أما من المشاهد المؤثرة فى عيد المعلم هو قيام التلاميذ بغسل أقدام معلميهم عرفانا واحتراما لهم..... أما الصورة المقابلة عندنا فى مصر فقد انغمس أكثر المعلمين فى الدروس الخصوصية لمقابلة متطلبات الحياة، وانعكس ذلك سلبا على دوره التربوى فى المدرسة، وانتطارهم تطبيق الكادر.. ناهيك عن ظاهرة العنف التى تجتاح المدارس، بل تعدى بعض الطلية وأولياء أمورهم بالضرب والسب على المدرسين والمدرسات!!... أين هيبة المعلم واحترامه؟..وكيف تركناه يصارع من أجل الحياة؟ هل هو عجز مالى؟.. إن ما يتقاضاه المستشارون والذين ما زالوا يبركون فى مواقعهم كفيل بأن يرفع بالمستوى المادى للمعلمين حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم المقدسة..هل من مجيب؟
القـاهرة