أخلاق.. وأرزاق

السبت 21-09-2013 10:29

فى الحديث أن الله يوزع الأخلاق بين عباده كما يوزع الأرزاق.. والمتأمل فى هذا البنيان الفكرى يفهم مناحى كثيرة.. منها أن الأخلاق مفتاح جلب الأرزاق المادية، سواء من الخالق أو المخلوقين، فحسن الخلق من علامات محبة الله للعبد، وهو نحو المخلوقين من أبواب الألفة والارتياح والثقة، ثم ما يتبعها من تقارب فى أحوال الحياة المادية، ولا رابط بين سعة الأخلاق وسعة الأرزاق فكم فقير سما بأخلاقه فوق كل ذوى الجاه والمال، وكم ذى جاه أودى به سوء خلقه للدرك الأسفل من المعايير.

رزق الأخلاق يبقى، ورزق الجاه يبلى، ورزق المال يفنى.. الأول يحيى ذكر صاحبه بين الناس شاهداً وغائباً.. والآخران يشكر صاحبهما عياناً ويدم غياباً وربما يلعن ميتاً.. والسعيد الأسعد من جمع الثلاثة، والشقى الأشقى من خسر الثلاثة، إذ وصفه الحديث بـ«العائل المستكبر»!.

 لذا يجدر بصاحب الأخلاق أن يباهى برزق وصف الله به نبيه «وإنك لعلى خلق عظيم».. وحرى بصاحب الجاه أو المال أن يستشعر مسؤولية حساب واهبها له.. إنها.. رزق يدنيك.. وأرزاق تقصيك.

mmshibani@yahoo.com