حفظ الله مصر

السبت 21-09-2013 10:29

دعونا نتأمل لماذا ورغم أن التاريخ حقائق مسجلة أصبحنا نراه بوجهات نظر مختلفة، تصل بالبعض منا إلى إقصاء رؤية الآخر؟، وإذا دققنا نجد أن السبب هو تسييس كتابة التاريخ، فالتاريخ هو تسجيل وقائع على الأرض ليحكم عليها أو يرجع إليها الأجيال القادمة، فيجب أن نزودهم بالحقيقة المطلقة لا بوجهة نظرنا!، وتأكيدا على ذلك رأينا التاريخ فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر يحدثنا لا عن حقائق العصر الملكى، وإنما عن وجهة نظر الناصريين فى هذا العصر، وتقدم لنا على أنها حقائق!!

ونفس الشىء حدث فى عصر الرئيس السادات فوجدنا جزءا كبيرا من التاريخ الذى نقرأه ليس إلا وجهة نظر السادات ورجاله، وليست الحقائق المطلقة التى يجب أن نعرفها!! للأسف سبب كل ما نحن فيه هو عاطفتنا الزائدة التى تجعلنا نرفع من نحب إلى السماء، ونهوى بمن نكره إلى أسفل السافلين.. هذه طريقة تخالف المنطق وتفتقر إلى الحيادية والموضوعية المطلوبة لتسجيل التاريخ!!

أرجو ألا يعتبر أحد ما كتبته انتصارا على عصر دون الآخر.. للأسف الجميع سقط فى نفس الخطأ ولعلنا سمعنا من كان يقترح شطب حقبة مرسى من تاريخ مصر.. يا سادة دعونا نحكم عقولنا وننظر لمستقبل بلادنا بدلا من تضييع الوقت فى الاتهامات والرد عليها، فلابد أن يكون هناك لجنة دائمة مستقلة لتسجيل التاريخ، فهذا حق الأجيال القادمة وليس منة منا عليهم.. دعونا نعود إلى مصريتنا وإنسانيتنا بعيدا عن أمراض الكره والإقصاء والتكذيب فالأمر أنه عندما نختلف لابد أن هناك ما نرجع إليه لينا لنتحقق من هو على صواب فيستمر، ومن هو على خطأ فيقوم نفسه ليعود إلى الصواب.. العودة الصواب لا تكون أبدا بالتسفيه أو الانتقاص من رأى الآخرين، فلنكف عن التخوين أو الانتقاص أو الاستهزاء ممن نختلف معه.. مصر ملك للجميع ولنحرص على أن يكون خلافنا دعما لمصر وتقدمها واستقرارها، ولا يكون لتسفيه الآخر، أو البكاء على اللبن المسكوب!!.. حفظ الله مصر.

العربية