من المهم أن نتعلم من أخطاء الماضى لنصحح أخطاء الحاضر.. من المهم أن ندرك أماكن الجروح لنداويها.. كل البشر يخطئون، والخطأ الأكبر هو «الإصرار» على الخطأ، ولا يوجد معصوم حالياً على وجه الأرض!!..
مبدأ «السمع والطاعة» لا يطبق إلا فى تنظيمات معينة، وفى توقيتات معينة، وبالدرجة الأولى «التنظيمات العسكرية»، أما فى باقى مجالات الحياة، خصوصاً المجالات الدعوية والخيرية وغيرها فالمبدأ مرفوض.. للشخص الحق فى المناقشة والمجادلة، وإعمال العقل، والتدبر والتفكر، ويأخذ بما يطمئن إليه قلبه، فهدفه تطبيق الأصلح!! وأذكركم بأن تصرفات المرء تختلف عبر مراحل عمره، وتختلف من شخص إلى آخر، فالشباب يتسم بالانطلاق والحيوية والتسرع، وتدريجياً تكسبه المواقف خبرات، وبناءً على مدى علمه وثقافته وتدينه... إلخ تتغير سمات شخصيته! عندما كتبت منذ أيام عن علاقة جمال عبدالناصر بالإخوان المسلمين لم أهدف إلى تمجيد أو تجريح البعض، ولكن كشف بعض ما تم سابقاً وسبب أضراراً متباينة ليساعد فى تجنبنا لتكراره حالياً!!.. فإذا ذكر العديدون أن عبدالناصر وصحبه توجهوا عام 1946 لمبايعة الإخوان المسلمين، فعلينا أن نتذكر أن عمر عبدالناصر وقتها كان 28 عاماً، وقد تردد على الجماعة قبلها بسنوات!!..
والمؤكد أن حسن البنا منذ أوائل الأربعينيات وضع نواة من ضباط الجيش وضمهم إلى الإخوان المسلمين لمكافحة الإنجليز واليهود، وتعضيد «النظام الخاص» فى أعماله! وأن عبدالناصر خرج من حجرة أخذ العهد والبيعة غاضباً مكفهر الوجه، واستمر معهم ظاهرياً إلى حين!! وللحديث بقية.