جاء فى كتاب (الإخوان المسلمون: هل هى صحوة إسلامية؟) لمؤلفه المؤرخ الإخوانى السيد يوسف فى باب الاتصال الإعلامى «رغم أن حسن البنا يرفض الغرب ويرفض حضارته وكل منجزاته فقد نصح أتباعه بل وأغراهم على الأخذ بوسائله فى الدعاية»!!...
إثر وصول الجماعة إلى الحكم تهافت أعضاؤها على التواجد إعلاميا. جاء ذلك نقمة على الجماعة حيث أثارت تصريحات الأعضاء حفيظة الشعب. على الجانب الآخر افتضح أسلوب الجماعة وخصوصا سياستها فى السيطرة على العقول فالجميع أداء واحد: لىّ الحقائق - إنكار الخطأ والنقد حتى لو كان بناء - التشبث بالرأى والمسار الحزبى حتى فى حالة صواب الرأى المضاد، وفى كل الأحوال يجب أن يظهر المحاور شعورا متناميا من الثقة المفرطة والتعالى والإصرار على ارتداء مسوح المظلوم والمتآمر ضده، وإنهم دوما ودائما الفئة المظلومة والمقهورة التى يسعى الجميع إلى تصفيتها!.
المناقشة ترتكز على نظرية الديالكتيك اليهودى لا يمنح محدثة ما يريد من إجابات واضحة.. أصبحت هناك قناعة أن هذه الجماعة قوامها أعضاء اعتنقوا عنصرية الصفوة المختارة على أسس دينية. فعضوية الحزب محدودة ويتم انتقاء أعضائه بعناية فائقة ممن يمكن إخضاعهم والسيطرة عليهم، أما دعامتهما فهما الدعاية والقوة. أما القوة فمنها ما هو ظاهر وهو ميليشيات شباب الحزب حيث يتم تدريبهم عسكريا وصقلهم ذهنيا للطاعة العمياء، وعلى التوازى هناك التنظيمات السرية ومسؤوليتها فى المقام الأول الاغتيالات والأعمال الإرهابية..
من الواضح أن المقاومة التى أبدتها الجماعة فى طريقها للزوال... من الوهم تصور البعض أن ذلك يأذن بانتهاء جماعة الإخوان المسلمين. إنها معركة فى حرب مازالت مستعرة. هل تعلمون أن الجماعة أعفت الصف الثانى من أعضائها من الاعتصام واحتفظت بهم للمعركة القادمة؟!...
فى ظل الظروف الراهنة فإن عملية تجنيد عناصر جديدة تواجهها صعوبات بالغة. ولأن هذه الجماعة لا تنقصها الحيل لذا فإنها ستستهدف النشء فى المرحلة القادمة، وقد أعدت فعلا العدة لذلك منذ فترة ليست بالوجيزة فقد قام أعضاؤها بإنشاء مدارس ودور حضانة أكثرها ملحق بالمساجد وذلك لسهولة الاختراق، ومن ثم السيطرة على العقول فى هذه المراحل السنية. المحصلة جيل أحكمت السيطرة على عقوله سهل الانصياع حال تجنيده فى المستقبل!.. الأمن القومى على المحك.. لقد قامت القوات المسلحة والشرطة بواجبهما وأصبحت مسؤولية ما بعد المعركة على عاتق الأزهر الشريف ووزارتى الأوقاف والتعليم. لا مجال للتنصل من المسؤولية أو إهدار الدم بين القبائل!. معركة تحتاج إلى شباب ديناميكى نشط يحسن الإدارة يرتقى بالدعاة فنيا واجتماعيا، ويسد منابع الإرهاب المحتمل.. الشيوخ محبو المكاتب أصحاب البركات ليسوا رجال المرحلة القادمة!!.
أستاذ الأنف والأذن والحنجرة. طب القاهرة