«أحق هذا أم خيال؟.. ديناميت، مدافع، قنابل، مسدسات، بنادق، أجهزة تصنع الإرهاب والخراب!!.. لمن هذه الاستعدادات كلها؟.. إنها لنا نحن.. لحريتنا، لأفكارنا، لآرائنا، لعقائدنا، لأعمارنا.. إنها تهديد للحاكم والمحكوم معاً، بل هى أخطر على المحكوم، لأن الحاكم يستطيع أن يواجه الحديد والنار بالحديد والنار.. أما المحكمون العزل من السلاح، فكيف يحمون أنفسهم من السلاح؟.. كيف يغمضون أعينهم وفى كل جدار احتمال لوجود مخزن ذخائر؟.. كيف يقفون أو يقعدون وتحت كل أرض احتمال لوجود قنابل مخبأة؟.. كيف يمشون والطريق نار ولغم؟.. وكيف نمارس أعمالنا والدمار يكمن فى كل مكتب وكل مدرسة، وكل دكان؟.. حتى حقول الزراعة أصبحت هى الأخرى ملغمة!!..
إن هذا الإرهاب هو حكم على مصر بالشلل والتأخر والفزع.. إننى لأعجب كيف استطاعت السلطات أن تضع يدها على كل هذه الأهوال، ولكنى أعجب كيف استطاع الإرهابيون أن يصنعوا كل هذا وهم آمنون مطمئنون؟!.. إننى حزين أن يوجد إنسان واحد، لا جماعة منظمة، يصنع الموت للناس، ويحترف التخريب والتدمير، وإن قلبى ليقطر حزناً إذا كانت هذه الجماعة ترتكب جرائمها باسم الإسلام، وتجد من يصدقون دعواها!! إن الإسلام الذى يدعو إلى المحبة والسلام برىء من أسلحة المقت والاغتيال.. الإسلام الذى يقول كتابه الكريم «وجادلهم بالتى هى أحسن»، لا يقر الجدل بالمسدسات والمدافع والمتفجرات!!.. ما سيق هو نص ما كتبه الأستاذ الكبير «كامل الشناوى» تحت عنوان «الإرهاب» عقب قيام أعضاء من الإخوان بحادث المنشية 1954.. ما أشبه اليوم بالبارحة!. إلى متى؟