افرحوا أيها المصريون!

السبت 24-08-2013 12:09

فى وسط الآلام التى نحياها الآن بسبب مجموعة من الأشرار والمتآمرين يضمرون الشر لوطننا العزيز والمحبوب، تنبثق أشعة من الأنوار تملأ حياتنا أملاً ورجاءً وفرحاً، فبعد أن تحالفت قوى الشر فى الهجوم على العديد من الكنائس بصعيد مصر- كان للمنيا النصيب الأكبر منها- يخبرنا السيد محافظ المنيا الجليل بأنه وصلته رسالة من فتاة صغيرة مسلمة قالت فيها: «إن احترقت كنائس الأقباط، فمرحباً بهم يصلون عندنا فى المساجد». ونشرتم هنا رسالة لقارئ يقول «إن حرقوا الكنائس فيمكن للأقباط أن يصلوا فى المساجد، وإن حرقوا المساجد فيمكن للمسلمين أن يصلوا فى الكنائس، وإن حرقوا المساجد والكنائس فسوف نصلى معاً فى الشوارع.. لأننا جميعاً نعبد رباً واحداً بطرق مختلفة»...

حدث فى كنائس المنيا التى تم حرقها يوم الخميس 15 أغسطس 2013، أن أصر الأقباط- بقيادة أسقفهم النشط وكهنتهم الشجعان- على أن يقيموا صلوات القداسات فى الكنائس المحترقة، وهنا يسجل لنا الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا- بأسلوب أدبى رقيق- ما يلى: «خبرة نادرة مر بها شعب المنيا هذا الأسبوع، فقد تجمعوا لصلاة القداس الإلهى، أمس واليوم، فى الكنيستين اللتين تعرضتا للحرق الكامل والتدمير والنهب. كان المنظر يشبه كنيسة السراديب- أى اجتماع المؤمنين فى سراديب روما وتعزية بعضهم البعض- فى القرون الثلاثة الأولى، حيث كان المسيحيون الأوائل يصلون بجوار المدافن ورائحة الموت حولهم، هكذا كنا نصلى القداس بينما تحيط بنا بقايا الأشياء المحروقة، وتملأ الأنوف رائحة الحريق..

وبعد القداس تجددت القوة والحماسة والرجاء فى جميع الموجودين، فراحوا يتبركون بآثار الركام والحطام الذى أصبح بالنسبة لهم شهادة حية على إيمانهم وعلامة قوة وبركة قادمة سريعاً»... وصلت تهديدات لدير القديس مينا العجايبى بصحراء مريوط. لم يضعف رهبان الدير أمام هذا التهديد، بل إن البابا البطريرك الأنبا تواضروس الثانى البطريرك 118 توجه على الفور إلى مقر الدير بمريوط ومكث مع الرهبان ثلاث ساعات متواصلة ليؤكد: «إن البابا والأقباط لن يتم ترهيبهم بأى تهديد وإن البابا يعطى رسالة للأقباط بأنهم مصريون وليسوا بفصيل فى المجتمع فما يسرى على كل مصرى يسرى عليهم أيضاً».

أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية

minab@aucegypt.edu