قدر الله وما شاء فعل.. كتب علينا نحن الأحياء أن نعيش الأيام الحالية التى لم يمر على أبناء مصر مثلها خلال عقود عديدة!! يقول الله فى سورة لقمان: «وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت»، ويقول فى سورة آل عمران: «كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة»، لوعة فراق الأحباء شديدة القسوة على قلوب الأقرباء، الصبر عند الصدمة الأولى، ما يدور على الساحة الآن مؤلم، ولكنى توقعته وأتوقع استمراره لفترة!!
للأسف جميع من قتلوا هم من أبناء الوطن، ولكنهم ليسوا جميعاً سواء!! منهم من مات خطأ، ومنهم من مات تعذيباً، ومنهم من مات أثناء تأدية مهام وظيفته كجندى أو ضابط فى الجيش والشرطة حتى من مات من الإخوان والمتعاطفين معهم ممن بعضهم سار فى ركابهم بدون تدبر أو تفكر، جذبه بريق كلمة «الإسلام»، ومنهم من تلقى مساعدة مادية من الإخوان، وبسبب تدنى حالته الاجتماعية حضر ليدعمهم، مدركاً أنهم سيتولون التكاليف المعيشية، ومنهم من تبعهم ضمن قطيع الأهل والعشيرة بلا إدراك لحقائق الإسلام، ومنهم شباب دربوه عسكرياً لاستخدامه عند الحاجة، وبسبب مبدأ السمع والطاعة شارك فى القتال، ومنهم مجرمون محترفون بعضهم مدفوع الأجر حملوا السلاح ليقتلوا ويدمروا ويعيثوا فى الأرض فساداً، كل هؤلاء موقفهم وحسابهم عند خالقنا، أما القيادات فمعظمهم لم يمسسهم سوء!! دفعوا بالبسطاء، وتواروا عن المواجهات، دم من ماتوا فى رقبة هؤلاء المحرضين الكاذبين، لقد كشفت الأيام الأخيرة أنهم تنظيم عنف، لا مكان له على أرض مصر السلام.