فى مياه الطفولة قابلتها، وامتلكنا الشموس التى
تغمر البحر بالدفء، والأفق بالورد والياسمين...
..........
من تكون الجميلة نائمة فى سرير من الفل..؟
ما بعثر العطر فى الكون؟.. تلك الجديلة؟
أم ورق الزهر؟ أم همسة من فؤاد حنون..؟
..........
«البلاج» الذى قد كبرنا به.. أهو رمل، وموج
يغنى مع المد والجزر، أم جنة العشق..
أم هو عمرى وعمرك يأتلقان على صفحات
كتاب السنين..؟
..........
عندما أخذتك الرياح إلى مدن الآخرين،
وأرخت عليك السدول طوال فصول الربيع،
استعدتك طيفاً.. وأسكنته القلب عمراً..
وطارحتك العشق سراً..
لماذا تعاتبنى وردة الحسن، والريح لم تجن شيئاً
من الجنة الأبدية حين استباحت فصول الهوى..
حين هبت من البحر عاصفة كالمنون..
..........
عندما عصف الموت بالوردة الأبدية
لم أدر إلا وقد أجهش القلب
- سراً بلا سبب – بالبكاء..
لقد أشفقت أن تبوح الرفيقات..
لكننى قد عرفت الحقيقة من رجفة تتملكهن
وقد شهقت دمعتى، وأنا أتتبع ما خبأته العيون..
..........
الوداع.. الوداع – إذا شئت – أما أنا
فكعهدك بى قدر لا يحول.. أنا مثلما كنت..
ما جد شىء على القلب غير الندوب..
ولازلت – منذ افترقنا مدن الظلمات – معى!!
والمنون مدائن أخرى!.. وهل فرقتنا المسافات
من قبل؟.. نحن معاً تحت دفء الشموس..
ونحن معاً فى سديم المغيب..
ونحن معاً والرياح العتية تعصف بى
فى مهب الجنون!
فؤاد طمان - الإسكندرية
عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
عضو لجنة جوائز الدولة التشجيعية.
عضو لجنة الآداب والدراسات اللغوية بمكتبة الإسكندرية.
مؤسس وأمين جائزة فؤاد طمان للشعر القومى.
مستشار مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعرى.
حائز على جائزة كفافيس الدولية فى الشعر 2009.