كشف الدكتور «محمد الراعي» خبير المناخ، وأستاذ البيئة بجامعة الاسكندرية عن وجود احتمالات لفقدان 70% من مياة نهر النيل خلال المائة عام القادمة بسبب مخاطر التغيرات المناخية، وذلك وفقا ًلما أكدته الدراسات والنماذج الاستدلالية ، لافتاً إلى أن بعض النماذج توقعت حدوث زيادة في موارد النهر تصل الى 20%.
وطالب الراعي خلال مؤتمر الاعلام والتغيرات المناخية الذى تنظمه وزارة البيئة بالتعاون مع مؤسسة «فريدريش ايبرت» الألمانية، بإقامة نظام مؤسسى يتابع عملية التٌأقلم والتكيف مع الظاهرة حتى لا يجري العمل بنظام الجزر المنعزلة سواء فى الوزارات المعنية والجامعات والمراكز البحثية، بالإضافة إلى ضرورة توفير قاعدة بيانات شاملة لكل الاحصائيات الخاصة بالمناخ فى مصر .
وانتقد «الراعي» التصريحات الصادرة من «هيئة الأرصاد الجوية» عن ظاهرة التغيرات المناخية والتي ينفون فيها وجود الظاهرة أو تهديدها لمصر، وهو ما وصفه «الراعي» "بالفضيحة "، خاصة وأن هذه التصريحات تطرح فى مؤتمرات عالمية خارج مصر، الأمر الذي يسيء إلى سمعة مصر العلمية، وقال إن الحكومة المصرية "استاذه فى تجاهل أنظمة الإنذار المبكر للكوارث"، وهو ما ظهر بوضوح فى كارثة السيول التي ضربت مصر فى الأيام الأخيرة، والتي فشلنا في التعامل معها، وأن مصر ليس لديها رؤية فى التخطيط الإستباقي، وأضاف مصر لا توجد بها أية بيانات أو معلومات عن درجات الحرارة، وأنه اضطر إلى الحصول عليها من الهيئات الأمريكية المهتمة بذلك.
من جانبه كشف الدكتور «محمود مدني» وكيل معهد بحوث البساتين وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، عن إحتراق مزارع المانجو الموجودة بمدينة الاسماعيلية بسبب تقلبات درجات الحرارة فى فصلي الصيف والشتاء، بسبب التغيرات المناخية، مؤكداً أنه شاهد بنفسه ثمار المانجو المحترقة، الأمر الذي دفع أصحاب المزارع إلى اقتلاع الأشجار حتى لا يتكبدوا خسائر جديدة ،وهو الأمر الذي ينذر بأزمة غذائية.
وأكد ضرورة رفع درجة الاستعداد لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية بإستنباط سلالات جديدة من البذور التي تستطيع تحمل درجات الحرارة المرتفعة، وضرورة إقامة مصدات حتى لا تتوغل إلى الخزان الجوفي ومن ثم الإضرار بالا راضى الزراعية خاصة فى الدلتا، كما حذر من هبوط أراضي الدلتا، فقد أكدت أبحاث علمية أن هناك هبوطاً يحدث في أراضي الدلتا خاصة في الإسكندرية وبورسعيد التي قد يصل فيها هبوط الأراضي إلى 8 ملليمتر خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر تسبب فى غرق مدن عديدة داخل الجزر فى بحيرة المنزلة.