كشف «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» عن زيادة معدل البطالة في مصر ليصل إلى 9.4 % خلال الفترة من أكتوبر إلي ديسمبر الماضيين، مقارنة بـ 8.8% خلال نفس الفترة من العام السابق 2008.
وأشار الجهاز في تقرير له اليوم الإثنين، إلى ارتفاع عدد المتعطلين عن العمل إلى 2.3 مليون عاطل، خلال الأشهر الثلاث الأخيرة من العام الماضي، بزيادة 166 ألف متعطل.
وأكد التقرير ارتفاع نسبة البطالة بين الذين سبق لهم العمل، لتصل إلى 12.6%، من إجمالي المتعطلين، مقارنة بنحو 5.9% خلال نفس الفترة من العام 2008 .
ولفت التقرير إلى أن زيادة معدل البطالة فى الحضر، تصل إلى 12.9%، مقابل 6.7% في المناطق الريفية، مؤكداً تركز نسبة البطالة بين حملة الشهادات المتوسطة وفوق المتوسطة والجامعية، حيث يمثلون نحو 95% من إجمالي المتعطلين عن العمل.
وأوضح أن عدد العاطلين من حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة بلغ 1.3 مليون شخص، في الوقت الذي بلغ فيه عدد المتعطلين من حملة المؤهلات العليا الجامعية وما فوقها نحو 898 ألف متعطل، تمثل نسبة الإناث منهم 56.4 %، مقابل 43.6 % من الذكور.
وحول الفئات السنية للمتعطلين عن العمل، أشار الجهاز إلى أن أعلى نسبة بطالة كانت بين الفئات العمرية من 15 إلى 29 عاماً، لتصل إلى 87.2% من اجمالي المتعطلين عن العمل.
من جانبها، اعتبرت الدكتورة «عاليا المهدي» عميد كلية اقتصاد وعلوم سياسية، أن ارتفاع نسبة البطالة طفيف محلياً، مقارنة بنظيره العالمي، مشيرة إلى أن البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية قفزت من 4.5%، قبل الأزمة المالية العالمية في 2008 إلى ما يفوق 10%، وهى نسبة كبيرة بالنسبة للمعدلات المحلية.
وطالبت «المهدي» الحكومة بخلق مزيد من فرص العمل عن طريق جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
من جانبه، وصف «عمر مهنا» رئيس مجموعة السويس للأسمنت، ارتفاع البطالة بالطبيعي، خاصة مع مقارنة ذلك بانخفاض النمو من 7% إلى 5% بعد الأزمة العالمية، لافتاً إلى ضرورة قيام الحكومة بتنظيم سوق العمل وإنشاء منظومة تعليمية تتواءم مع متطلبات هذا السوق.
وفي نفس السياق، اعتبر «مجدي طلبة» الرئيس السابق للمجلس التصديري للملابس الجاهزة، أن البطالة المحلية غير حقيقية، مشيراً إلى وجود عجز فى الحصول على العمالة المدربة فى بعض القطاعات الصناعية، موضحاً أن قطاع الصناعات النسيجية يعاني على سبيل المثال من عجز في العمالة المدربة بنسبة 25% .
غير أن «أحمد جلال» الخبير الاقتصادي، أكد أن أي ارتفاع في معدلات البطالة عن 4%، يمثل أزمة، مشيراً إلى أن مشكلة البطالة لم تظهر محلياً بعد الأزمة العالمية، وإنما متأصلة قبلها بسنوات طويلة.