يا حبيبتى يا مصر

الثلاثاء 25-06-2013 09:21

زرت نصف دول أوروبا، خلال سنوات عملى، وبالرغم من متعة التحضر والمدنية فى هذه الدول إلا أنه ما إن يمر أسبوع فى أى زيارة، إلا وأجد نفسى أتحرق شوقاً للعودة إلى مصر، فما هذا السحر العجيب الغريب، الذى يربطنا بهذا البلد؟! على الرغم من جميع صنوف العذاب الذى نتجرعه فى حياتنا على تراب هذا البلد!

إلا أن هوى مصر فى القلب يتأجج باستمرار، فيجعل المصرى لا يتأثر بهذا الكم من المعاناة، الذى يتعرض لها كل مصرى فما هو سر هذا السحر العجيب، التى يشدنا لهذا البلد؟ هل هو صفة الصبر اللامحدود، الذى يتغلغل فى وجدان المواطن المصرى، فيجعله يتحمل ما لا يتحمله غيره من كل شعوب الدنيا؟ هل هو التدين الشديد عند المصرى، الذى يجعله فى النهاية يعتقد أن ما يصيبه هو قدر من أقدار الله وأن الله قادر على إزاحة أى هم وغم برحمته؟

هل هى صفات الفلاح المصرى المتجذرة فيه، والمنقولة منه وراثياً لنا، حيث يبذر الحب وينتظر شهوراً طويلة صابراً حتى يجنى ما زرعه فتعود بذلك على انتظار الفرج من عند الله؟! آه يا مصر، آه يا مصر! يا بلدى يا مقلة العين وسويداء القلب يا أم الصابرين، يا أطهر وأعظم بقعة على ظهر الأرض، اختارها المولى عز وجل، دون غيرها ليتجلى على أرضها فى سيناء تاركاً بلاد أنبيائه وخصها دونها بهذا الشرف.. أخى صبراً جميلاً وسترى، فلن يضيم الله هذا البلد أبداً، وسوف يزيح المولى عز وجل ما حل بنا وستعود مصر لسابق عهدها، جنة الله فى أرضه، فهذا وعده والله صادق وعده.

مهندس- - وكيل وزارة سابقاً- ميت غمر