فى رحاب الصالحين «8»
ازداد تدريجياً التكالب على الشيخ إسماعيل صادق العدوى.. ولعل الفيوضات التى كانت تصدر منه كانت سبباً رئيسياً فى زيادة أعداد المريدين حوله!! مررت عليه عصر يوم فأخبرنى بأنه كان منذ يومين فى منزل الرئيس جمال عبدالناصر بمنشية البكرى، بناء على دعوته لزيارته وأسهب الشيخ فى الحديث عن قوة شخصية عبدالناصر وعن ذلك البريق الذى يملأ عينيه..
وأضاف: فجأة وجدت نفسى أقول له : على فكرة يا ريس مدتك فى السلطة ثمانى عشرة سنة وتسعة أشهر!.. ولاحظت أن وجهه قد تغير! وسألنى : كيف سيحدث ذلك؟
فأجبت : لا أعرف.. قد تتنحى مرة أخرى.. قد يحدث انقلاب عسكرى.. الأعمار بيد الله!! وشعرت بعدها بانقباض الرئيس عبدالناصر!!.. وفى نهاية اللقاء أصر الرئيس على مصاحبتى حتى باب الفيلا حيث السيارة، ووجدت نفسى أقول له على باب السيارة، «على فكرة يا ريس الأيام عندنا بتتحسب بالهجرى وليس بالميلادى!.. فنظر إلىّ طويلاً وازداد عبوسه ولم يعلق!!» ومرت الأيام وتحقق ما أخبر به الشيخ إسماعيل تماماً فالرئيس عبدالناصر صعد إلى السلطة فى 23 يوليو 1952 ومات فى 28 سبتمبر 1970 أى ثمانية عشر عاماً وشهرين، وإذا حسبنا المدة بالهجرى نجدها 18 عاماً وتسعة أشهر.. سبحان الله!!
كتبت عن ذلك اللقاء هنا بتاريخ 15 مارس ضمن سلسلة عن «السيناريو الإلهى.. ونهايات تفوق الخيال» وتلقيت رسالة من الأستاذ سامى شرف، سكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات، يخبرنى فيها أن ذلك اللقاء كان بناء على اقتراح اللواء طيار سعد الدين الشريف، كبير الياوران، والذى كان يرأس جمعية لبناء مساجد ومستوصفات، وكان آخرها المسجد الذى دفن بجواره جثمان الرئيس عبدالناصر والسيدة حرمه، وأن الرئيس عبدالناصر استقبل بمنزله كلاً من المرحوم الشيخ محمد البهى وعبدالرحمن تاج ومحمد شلتوت وحسن مأمون وإسماعيل صادق العدوى ومحمد رضوان وذلك فى جلسات خاصة بهدف الاستفادة والاستنارة والتشاور فيما يتعلق بأحكام الدين والشرع، وأن ما ورد على لسان المرحوم الشيخ إسماعيل سمعه شخصياً حيث كان حاضراً فى ذلك اللقاء، وكان رد فعل الرئيس عبدالناصر قوله : يا مولانا الأعمار بيد الله.. وأضاف الأستاذ سامى شرف إن علاقته امتدت بالشيخ إسماعيل لتصبح علاقة عائلية على مدار الأسبوع تقريباً، وحتى وفاة الشيخ إسماعيل.. وهكذا كانت شهادة السيد سامى شرف تأكيداً لما سردت.. وللحديث بقية.