قيم مفقودة : الإخلاص

الثلاثاء 11-06-2013 08:44

 (الإخلاص) هو حقيقة الدين بلا أدنى شك، كما أنه مضمون دعوة كل الرسل فقد قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء).. إن الناظر للمسلمين وأحوالهم التى تهوى وتضعف وتنحط يوما بعد يوم لا تحتاج إلى مفسرين وداعين وشارحين لكى يفهموهم خطورة ما يرتكبونه من عدم الإخلاص فى الكثير من أمور دنياهم الفانية، فالحقائق حولنا تظهر بوضوح الفساد والمحسوبية واللامبالاة، والسكوت على انتشار الظلم، وزرع الخوف فى نفوس الآمنين لدرجة تلفيق التهم للمطالبين بالإصلاح كما تنسب إليهم الأكاذيب والإشاعات الكاذبة، ويعذب بعضهم فى السجون لإجبارهم على اعترافات باطلة شرعا وقانونا !!

للأسف السياسة فى جميع المجتمعات الإسلامية شرعت أبوابها لأبواق الغش والكذب والاحتيال المحمى من القوى الكبرى التى تتبارى فى إخراج سيناريوهات طويلة المدى لهذه الدولة أو تلك مستخدمة مسكنات وعلاجات تارة ثقافية مشبوهة، أو عسكرية مفروضة مغلفة بالتظاهر بمبادئ الرحمة والحنان، حتى إن لهذه القوى الكبرى الهيمنة على حكوماتنا وتتدخل فى تشكيلات جميع الهيئات الرسمية والمحلية والدولية لدينا.!!

لو كان لدينا (الإخلاص) لما سلكنا طريق النفاق والكذب والمحسوبية الذى سلكته حكوماتنا المتتالية منذ قرون فى جميع مناحى حياتنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بــل دينيا !!

ويكفينا على سبيل المثال لا الحصر مطالبتنا بسرعة تنقية أمهات مراجع وكتب تراثنا الإسلامي من الشوائب والخزعبلات التى يتخذها أعداؤنا ستارا لغزو فكرى وإساءة لديننا الحنيف، ولا نجد آذانا صاغية أو تجاوبا فعليا.... إن الإخلاص هو البذل الذى يجعل الإنسان ينسى ذاته، ولابد من أن يتوفر فى كل فرد عربى بصرف النظر عن ديانته ومكانته ومنصبه يقصد به وجه الخالق وأن يكون موافقا للشرائع السماوية.. اللهم اجعلنا من المصطفين الأخيار والحقنا بالصالحين الأبرار واجعلنا من المخلصين.. آمين.

 مستشار ثقافى سابق – المنصورة