الأولوية للتفاوض

الجمعة 07-06-2013 21:13

ما حدث فى اجتماع الحوار الوطنى بمقر رئاسة الجمهورية لمناقشة تداعيات إنشاء سد النهضة الإثيوبى، يدل دلالة قاطعة على أن من يحكموننا الآن هواة، يتعلمون فينا فنون السياسة والحكم، ولا يعرفون الفرق بين إدارة دولة بحجم مصر، وإدارة محل أدوات صحية، ويكفى أن تعلم أن سرية اجتماعات مكتب الإرشاد أهم عندهم من سرية مناقشة موضوع مهم يخص الأمن القومى المصرى، لتعرف كيف يفكر هؤلاء الذين لا يفقهون شيئاً فى أى شىء إلا الكذب وعدم الوفاء بالوعود والعهود وتشويه معارضيهم وكل همهم التمكين ليسيطروا على مفاصل الدولة ولكن هيهات أن يسمح لهم شعب مصر العظيم أو أن يمكنهم من ذلك، ولكن ما أحزننى أكثر هو ما سمعته من آراء ممن يطلقون عليهم أنهم النخبة الآن فى مصر لمواجهة ما حدث!..

فما سمعناه يمكن أن يكون مقبولاً من عائلة تبحث عن الثأر لمقتل أحد أفرادها!.. يا سادة نحن نحتاج إلى دبلوماسيين وخبراء فى مجال المعاهدات والمواثيق والعهود الدولية التى تنظم العلاقات والحقوق والواجبات بين الدول المشتركة فى أحواض الأنهار، خبراء يعرفون الفرق بين حق أى دولة فى التنمية والاستفادة من قدراتها وإمكانياتها ومواردها دون المساس بالحقوق التاريخية للدول المشتركة معها فى حوض النهر.. يجب التركيز على عدم المساس بحصة مصر من مياه نهر النيل «دون التطرق إلى أمور فرعية تؤخذ علينا» بل التفاوض على زيادتها من خلال مشاريع مشتركة للاستفادة من مياه الأمطار التى تسقط على دول الحوض والتى لا نستفيد بأكثر من 10٪ منها، وأن يكون التفاوض بمنطق «الكل كسبان وإلا فإن الكل خاسر».

 رئيس هيئة بوزارة الكهرباء سابق