دعا المشير أحمد إسماعيل رئيس المخابرات العامة الأسبق «بعد ثورة تصحيح السادات عام 1971» صديقه الدكتور مراد غالب، وزير الدولة للشؤون الخارجية فى ذلك الوقت، وسفير مصر السابق فى موسكو، لإلقاء محاضرة على ضباط المخابرات العامة بعنوان «الصداقة المصرية السوفيتية» وبعد أن أشبعنا حباً وغزلاً فى الاتحاد السوفيتى طلب أسئلة أو تعليقات!! عندما جاء دورى قلت: لقد أوهم الاتحاد السوفيتى مصر بوجود حشود إسرائيلية على حدود سوريا ونتيجة لذلك تم حشد القوات المصرية فى سيناء، وإغلاق خليج العقبة مما وضع مصر على حافة الحرب مع إسرائيل!! وقد تم إرسال الفريق محمد فوزى لسوريا فلم يجد أى حشود!!
وأثناء زيارة وزير الحربية الأسبق شمس بدران لموسكو أوحى إليه المسؤولون هناك أن الاتحاد السوفيتى سيقف بجوار مصر إذا تعرضت للعدوان!! وقام السفير السوفيتى بإيقاظ الرئيس عبدالناصر فى الفجر وطلب منه عدم البدء فى القتال، وأن هناك حلاً سياسياً فى الطريق بالاتفاق مع أمريكا!! والاتحاد السوفيتى له سفارة فى إسرائيل وملحق عسكرى وحزب شيوعى موال لموسكو، ولديه جهاز مخابرات من أكفأ أجهزة المخابرات فى العالم.. أى كان لديه معلومات مؤكدة بأن مصر ستضرب صباح 5 يونيو 1967، وبدلاً من أن يطلب من عبدالناصر عدم البدء فى الهجوم كان عليه من منطلق الصداقة أن يحذره من أن إسرائيل ستهاجم مصر صباح 5 يونيو!!
علماً بأن هناك دولاً أفريقية صغيرة أبلغتنا بذلك!! بعد انتهاء اللقاء مع الوزير قال لى بعض الزملاء إننى أحرجت الوزير مراد غالب ونسفت محاضرته وأحرجت أيضاً رئيس المخابرات وأننى سأذهب وراء الشمس!! قلت لهم إننا كضباط مخابرات لا نقبل هذا الخداع!! ومصر ليست أول أو آخر دولة تتعرض لهزيمة بناء على مؤامرة دولية سوفيتية أمريكية إسرائيلية!!
فهل ننسى هزائم فرنسا وإنجلترا وألمانيا أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية فلولا أمريكا لتم محو انجلترا وفرنسا من خريطة العالم!! وبعد ست سنوات من الهزيمة الظالمة قامت القوات المسلحة المصرية الباسلة باقتحام خط بارليف، الذى قال الروس إنه يحتاج إلى قنبلة ذرية لاقتحامه، فى ملحمة أسطورية رائعة لقنت إسرائيل درساً لن تنساه، ولولا مساعدة ماما أمريكا لتمت إزالة إسرائيل من الوجود!! أقول لهواة جلد الذات أن مصر عظيمة دائماً بأبنائها وقواتها المسلحة خير أجناد الأرض:
لواء/ مدير عام بالمخابرات العامة بالمعاش