أسامة أنور عكاشة.. الأستاذ

الإثنين 27-05-2013 22:15

قليلون هم من تتوقف عندهم فى هذه الحياة بشكل عام، وفى الفنون والآداب بشكل خاص، ولا أجد تعريفاً يمكن أن يلخص أستاذى أسامة أنور عكاشة سوى أنه من أصحاب الموهبة الكاملة، لذلك ينزعج منه أنصاف المواهب وعديمو الموهبة، ولقد أضاف الأستاذ للكاتب قامة وللدراما قيمة.. فيكفى أنه بعد ظهوره..

بدأ الناس يسألون عن اسم المؤلف.. فلفت الأنظار ليس له وحده بل لكل الكتاب، وقد كانت أفكار الأستاذ تتميز بأن رتبتها أعلى من رتبته هو شخصياً، فكان يحترم فكرته ويقدسها، ويتعامل معها بمنتهى التقدير والاحترام، فقد كان مجرد حارس فنى لفكرته، ولا يستطيع أن يغير من ملامحها، أو ينتقل بها لفكرة أخرى، فتأتيه وتأمره بكتابتها كما هى. وللحق كان كاتباً بمعنى الكلمة، ويكفى أن رجل الشارع العادى يعرفه تمام المعرفة، وما أكثرها «ليالى الحلمية.. أبوالعلا البشرى.. عصفور النار.. الحب وأشياء أخرى.. أرابيسك.. الرايا البيضا.. الشهد والدموع».. وأعمال أخرى نجحت فى تحريك عقول المشاهدين، وجعلهم يفكرون فيما يرونه قبل أن يستمتعوا بها، فقد كان الكاتب من مدرسة أن الفن رسالة للمجتمع، كما هو متعة للمشاهد..

ولد أسامة أنور عكاشة فى يوم 28 يوليو، وتوفى فى يوم 28 مايو، والفرق بين هذا اليوم وذاك هو محصلة رحلة كفاح كبيرة للغاية عاش فيها ظروفاً صعبة، ولكنه استطاع أن يأخذ من الظروف الصعبة تلك ما لم تستطع تلك الظروف أن تأخذه منه، فقد تيقن أن الفقر ليس عيباً، بل العيب فى النفس عندما تكون فقيرة وليس لديها سوى المال، الأستاذ قامة كبيرة جداً انتهى عمرها الأول «العمر الزمنى»، وبدأ عمرها الثانى «السيرة العطرة» رحم الله كاتبنا الكبير أسامة أنور عكاشة.

 

heshamabosaada@yahoo.com