رحم الزمان يوماً كانت فيه العربات الكارو والحناطير لا تتحرك قيد نملة ولا تسير إلا بلوحات رقمية وبمستندات طبية بيطرية لتحديد صلاحية وسلامة الخيول والبغال والحمير!!..
وهكذا كانت المعايير والمحاذير فى سيرة ومسيرة العربات الكارو والحناطير والبغال والحمير!!..
أما الآن ومنذ عشرة أعوام فقد دارت وجارت علينا الأيام بترسانة من التكاتك العشوائية الكيان والمليونية القوام، وصالت وجالت فى ربوع البلاد حيثما وكيفما وأينما شاءت، وبقيادة مجموعة من الصبية، وهى معدومة اللوحات الرقمية والمستندات المرورية والمعايير الأمنية والفنية.. من هنا فقد حفرت لسيرتها اسماً فى مجال الإجرام بجرائم يتعفف عن ذكرها اللسان، ويتأفف عن سردها البيان!!
ومع ذلك فقد مر كل هذا وذاك على الكوادر المعنية مرور الكرام!! وبعيداً عن كل هذا وذاك، ومع أن الهرم الاقتصادى للديار أصبح على شفا جرف هار، وأمسى فى أمس الحاجة إلى السنت قبل الدولار، وإلى الدرهم قبل الدينار، ومع أن مصلحة الضرائب تتعامل مع الأنشطة المحرمة بكل أنماطها إلا أنها تركت التكاتك تمارس نشاطها ولم تطرق بابها!! هنا أقول: إذا كان لكل إمبراطورية إمبراطور يرعى أمرها، فمن هو إمبراطور التكاتك الراعى والحامى لها؟!
عميد مهندس متقاعد.. المندرة البحرية- الإسكندرية