أنا صيدلى منذ ما يقرب من 50 عاماً، ومن خلال خبراتى طوال هذه المدة لاحظت وتأكدت أن المريض هو الطرف الأضعف فى المنظومة الطبية! فللصيادلة والأطباء نقابة تحميانهم، وتدافع عنهم، وشركات الدواء لها لوبى يدافع عن مصالحها، وموزعو الدواء لهم رابطة تجمعهم، وتحافظ على مكاسبهم!
أما المريض فهو الوحيد فى هذه المنظومة، الذى لا أحد يحميه، أو يدافع عنه، سواء من إهمال فى علاجه، أو خطأ فى تشخيص حالته، أو استغلال فى أسعار بعض الخدمات التى تقدم له من بعض العيادات أو المستشفيات الخاصة، أو خطأ فى صرف الدواء من بعض الصيدليات، أو ارتفاع غير مبرر فى أسعار بعض الأدوية، وعندما يشكو المريض يفاجأ بتمثيلية هزلية مضحكة تنتهى بأن المريض هو المخطئ، ولا يتم أبدا محاسبة المخطئ أو الجاهل أو المستغل إلا فى النادر جدا!..
ويظل السؤال: من يحمى المريض، ويرجع له حقه، ولمن يلجأ؟
لذلك أتمنى توثيق «جمعية للدفاع عن حقوق المرضى» أعضاؤها جميعا متطوعين لوجه الله والوطن من أطباء وصيادلة وقانونيين، وتكون لها فروع فى جميع أنحاء المحافظات، ويتم إشهارها لتبدأ ممارسة أعمالها، وستكون بإذن الله إحدى مؤسسات المجتمع المدنى للدفاع عن حقوق المرضى.
وكيل نقابة الصيادلة سابقا- المنشية- الإسكندرية