عندما يتكلم المسؤول.. أى مسؤول، فإنه يجب أن يعلم أن كل كلمة وكل حرف ينطق به محسوب عليه، ويجب أن يعلم أن ملايين الناس تنصت إلى كلامه وتسمعه، ويجب أن يعلم أن المرء مخبوء تحت لسانه، وأن المرء يظل مهاب الشخصية حتى يتكلم فتتكشف طبائعه وتظهر شخصيته وينكشف ما يبطنه، لذلك فإن أول ما يتعلمه المسؤول هو أن يضبط لسانه، ويتحكم فى دلالات كلامه، وتكون تصريحاته على قدر الحنكة والخبرة التى تدل عليها الحكمة القائلة: «لكل مقام مقال».. هذه هى علامات المسؤول المحنك المدرب، وللأسف ومع اللهفة والتسرع فى توزيع المناصب فى الدولة خرج علينا العديد من المسؤولين الجدد عديمى الخبرة والحكمة لنسمع فى تصريحاتهم العجب..
لا قدرة لغوية، ولا كلاماً موزوناً يناسب المقام والموقف، بل أحياناً تتدنى لغة التصريحات إلى كلام النوادى والمقاهى وجلسات السمر! وينسى المسؤول أن الكاميرات والميكروفونات الموجودة أمامه تنقل كل كلمة يقولها إلى الدنيا كلها! يا سادة يا من تقلدتم المناصب فى غمضة عين تحكموا فيما تقولونه، وتدربوا مسبقاً على أسلوب الكلام المسؤول، ولا تفرحوا بأضواء الإعلام والشهرة، وهذا الإسهال اللا محدود من التصريحات، ومعظمها يثير السخرية والقرف.. قليلاً من كبح جماح النفس التى شبعت بعد طول جوع، واعلموا أن النعمة لا تدوم ودوران الأرض لا يتوقف والمستقبل بيد الله ولا تدرى نفس ماذا تكسب غداً.
مهندس/ وكيل وزارة سابقاً - ميت غمر