ما دفعنى فى مقالى الأخير للمناداة بضرورة أن نعد العدة «للحرب» هو يقينى بأن كبار المسؤولين لا يدركون أهمية الوقت وينشغلون بالأحداث المتلاحقة على الساحة الداخلية، ويتناسون الأخطار الرهيبة القادمة فى الطريق!!..
أخطار ستجعل أبناءنا وأحفادنا يدعون علينا فى قبورنا!!.. أعلم أن الحرب شىء قمىء كريه.. لكنها ستكتب علينا عندما تغلق كل الأبواب فى وجوهنا.. ونبدأ فى اكتشاف الحقائق المريرة تدريجياً.. لذلك، وحتى نكون متحررين قادرين على اتخاذ القرار، علينا أن نعيد النظر فى موقفنا الحالى من التسليح والذخائر، وأن نعمل على استغلال قاعدتنا الصناعية فى تطوير وصناعة الذخيرة!!..
لقد جلست أراجع ما كتبته هنا فى الفترة من 19 إبريل 2010 وحتى 9 مايو 2010، أى منذ «ثلاث سنوات»، وكانت سلسلة حول «نهر النيل الخالد» جمعتها معاً وأرسلتها إلى العديد من الأصدقاء والقراء، ويمكن الرجوع إليها عبر الأرشيف بالموقع الإلكترونى للجريدة.. مر على ما كتبته ثلاث سنوات، وقبلها بسنتين كتبت فى 30 يوليو 2008، مذكراً بمدى تخاذلنا وتهاوننا فى تناول الملف الأفريقى بعد رحيل عبدالناصر، وكيف بدأت إسرائيل فى التواجد فى دول منابع النيل للتأثير على حصتنا فى المياه، وكيف أن المشير أبوغزالة عندما كان وزيراً، وطرح عليه هذا الموضوع قال: «إنها الحرب»!!..
اسمحوا لى بأن أذكركم ببعض الحقائق السابقة وبتطور الأمور، وصولاً إلى ما نحن عليه الآن ونتأمل بدقة ما يدور على أرض الواقع واحتمالاته، والمصائب القادمة فى الطريق.. علينا سرعة إيقاف العبث الذى يدور على الساحة الداخلية المصرية، ونبدأ فى العمل الجدى لتجنب الكوارث القادمة.. وللحديث بقية.