وجع قلب

السبت 20-04-2013 16:00

عندما رأيت المقاهى فى الشارع الكائن بوسط القاهرة عامرة بروادها من الصغار والكبار يدخنون ويلعبون الطاولة وألعاب الكمبيوتر، ويتفرجون بحماس على مباريات الكرة الأوروبية، ويعلو صوتهم وتلعلع شتائمهم التى تجعل المدينة أشبه بمستشفى كبير للأمراض العقلية.. ورأيت على الرصيف الذى احتلته المقاهى وروادها البائعون والبائعات من الصين وكانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة مساء فى ليلة من ليالى الشتاء يتجولون بهمة ببضاعتهم ليبيعوها ويفرغوا منها قبل أن يستقلوا آخر ميعاد فى وسائل المواصلات ليصلوا إلى مكان إقامتهم ليناموا استعداداً ليوم عمل جديد..

عندما رأيت ذلك ضربت كفاً بكف، وتعجبت منا ومن حالنا، ومما أصابنا من بلادة الحس وفقدان النخوة والغيرة على بلدنا.. قديماً كان العرب يقولون فى أمثالهم «اطلبوا العلم ولو فى الصين» ولما كانت أمثالنا للتسلية فقط فقد قصرنا فى طلب العلم فى الصين بل فى مدارسنا فى داخل مصر، والتى أصبحت دكاكين تكتظ بروادها من الطلاب والمدرسين يقضون فيها وقتاً أشبه بالعقوبة التى ينتظرون انتهاءها ويتمنون الفرار منها بل قصرنا فى طلب الرزق داخل بلدنا كسلاً وتكبراً وجهلاً وخيبة وفى المقابل يسعى أهل الصين لتحصيل الرزق فى شوارع مصر بمدنها وقراها حتى ساعة متأخرة من الليل، ونحن نجلس على المقاهى كالمجانين ونلعن كل شىء.

نلعن الحظ والحكومة والمسؤولين وفى المقابل أكمل أهل الصين المثل العربى القديم بنصفه التالى «اطلبوا الرزق ولو فى مصر».. يا وجع قلبى على مصر وأهلها.. اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا.

 أستاذ بطب عين شمس