حكم المرشد

الجمعة 05-04-2013 21:47

يدور هذه الأيام جدل واسع حول مشاركة مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين لمؤسسة الرئاسة فى تسيير أمور البلاد، وأن الرئيس لا يحكم الدولة إلا من خلال تعليمات وإملاءات من المرشد، على الرغم من نفى مؤسسة الرئاسة مراراً وتكراراً لهذا الأمر الذى يؤكده فى الوقت نفسه رجل الشارع، عبر حوارات وإشاعات وأقاويل يرددها حتى إننا لا نجد فى الشارع المصرى نقطة ملتهبة إلا وتتوسطها مطالبات ولافتات تطالب بسقوط حكم المرشد!

ولعل هذا الجدل الدائر حول «حكم المرشد» يشبه، مع الفارق طبعاً، الجدل الذى دار بين المسلمين بعد وفاة الرسول، عليه الصلاة والسلام، عندما اجتمع الصحابة فى سقيفة بنى ساعدة لاختيار خليفة للمسلمين، وكان التنافس واضحاً بين المهاجرين والأنصار، إذ إن كل جماعة ترى أن الخليفة يجب أن يكون منها، وتحاجج الأخرى بفضلها على الإسلام! وفى خضم هذا الجدل اقترح البعض بأن يكون هناك خليفتان، واحد من الأنصار وآخر من المهاجرين، حلاً لهذا الجدل، حيث رشح المهاجرون أبا بكر الصديق، ورشح الأنصار سعد بن عبادة، لكن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، رجل الدولة المعروف بفطنته ورجاحة عقله، رفض فكرة الخليفتين، وقال: «لا يستقر سيفان فى غمد واحد!»، إشارة إلى أن الرئاسة والرئيس كالسيف والغمد! وانتهى الجدل بحسم المسلمين أمرهم باختيار أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، خليفة لهم، وسارت الأمة فيما بعد على هذا النهج ولو إلى حين!

فهل ينتهى الجدل الدائر بيننا حول تلك المسألة كما أنهته رجاحة عقل وفطنة سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، حين قال: «لا يستقر سيفان فى غمد واحد»، إشارة إلى أن الرئيس والرئاسة كالسيف والغمد، أم أننا سنظل ندور حول أنفسنا داخل هذا الجدل العقيم دون فائدة.

 وكيل الثانوية الصناعية - ديروط