عجبت ممن يقول بأننا بعيدون عن الإفلاس! لأننا لم نعجز عن سداد الديون، ولم تفلس بنوكنا، بات هذا «طق حنك» تماماً كمشروع النهضة!! فنحن نسير بسرعة الصاروخ تجاه مصر المفلسة، واتجاه البنوك المصرية لسحب أرصدتها من الخارج، تزامناً مع قرار عدم السماح بخروج أو دخول أكثر من 10 آلاف دولار مع كل مغادر يؤشران لقرب بلوغنا التصنيف الائتمانى «D» أى «الإفلاس المعلن»!! انتظروا موجات تلو موجات من الغلاء، فظاهرة «الدولرة» - تخزين الدولار
- عادت بقوة، والجنيه يتراجع يومياً، البورصة تنزف، وخسائر قطاع السياحة رهيبة، وآلاف المصانع أغلقت أبوابها وسرحت عمالها.. إن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، والخطوة المفتاحية للخروج من المأزق الاقتصادى المحتدم تبدأ بإصلاح السياسة، بالتوافق الوطنى والحوار والشراكة الحقيقية التى لا يمكن أن تقترن بالإقصاء أو الاستعلاء أو الاستقواء، وما يجعل الصورة قاتمة أن السياسة تماماً كالاقتصاد فى غرفة العناية الفائقة مشلولة ومتخبطة تعانى أمراض رخاوة الحكم وقلة كفاءته، وضعف المعارضة تنظيمياً، وركض الشعب وراء سراب الاستقرار!!
ورغم أن ثورة 25 يناير 2011 صنعتها الطبقة الوسطى، إلا أنها فتحت الطريق لآمال وتطلعات الطبقات الدنيا بتنوعاتها فى العدالة الاجتماعية ورفع مستوى المعيشة توازيا مع كسر حاجز الخوف، وبالتالى فالنسخة الجديدة من الثورة ستكون دموية ومدمرة عندما يصنعها الفقراء والمهمشون والعشوائيون.. إن ثورة الجياع آتية لا محالة، إذا لم يتعاف الاقتصاد، وتوزع ثماره بعدالة عليهم، وإذا لم تستوعب السياسة وتعبر عن الجميع.. العد التنازلى للانفجار بدأ، فهل مازال بيننا من ينزع فتيل قنبلة بحجم وطن؟ أشك.. ومن كل قلبى أتمنى أن أكون مخطئاً!!
صحفى