معاناة شعب سوريا لم تترك له بديلاً من أن يرحل الكثيرون ناجين بحياتهم من جحيم المعارك المستعرة، فوجئت بطالبة جديدة تلتحق بأحد فصولى بالمرحلة الثانوية التى أقوم بالتدريس بها، اسمها آلاء من دمشق العاصمة، حيث يطلقون عليها الشام.. رحبت بها وجدتها بنتاً رائعة الأخلاق وعلى درجة عالية من الرقى مثل الكثير من بناتنا، قالت إنها لم تتلق أى دروس فى مدرستها بدمشق وإن حضورها فى مدرسة شربين الثانوية للبنات هو الأول من نوعه هذا العام، هى بنت آلتها مآسى الحروب ورغبة طاغية سوريا باستمرار فى حكم البلاد حتى آخر قطرة دم سورى.. لا يهم، الكرسى هو الأهم.. قالت لى البنت عندما سألتها عن رأيها.. «عفواً يا أستاذ، الأساتذة عندنا فى الشام لهم رهبة واحترام غير عادى من جميع الطلبة والطالبات لم أجده هنا عند بعض الطالبات، حيث يحدثون أساتذتهن بشكل لا يليق» قلت لها أؤيدك تماماً يا ابنتى.. إنها عمليات التجريف المستمرة منذ سنين فى أرض التعليم.. الفوضى وعشوائية البشر التى تبناها نفر من حكامنا فى يوم من الأيام حتى صار هاجسهم الأول.. الهدم، الهدم، ثم الهدم، ألا ينظر عقلاء هذا البلد إلى ما يحدث من مهازل فى امتحانات الشهادة المزعومة التى تسمى الابتدائية، والمزعومة الأخرى التى تسمى الإعدادية.. شىء يندى له الجبين، بحزن فارقتها وسألت نفسى وأنا فى حالة صمت «ألم يحن وقت البناء بعد ثورة رائعة» مجرد سؤال برىء!!
أستاذ اللغة الإنجليزية