اعتذار للدكتور أحمد حرارة

السبت 16-03-2013 22:44

طبيب الأسنان الثورى الوطنى البطل الذى راح يحتضن جموع أقرانه من الثوريين الصادقين فى كل ميادين مصر، وهم يعلنون مبادئهم الوطنية، وهى التى تعبر عن مطالب شعبهم المصرى الأبى فى واحدة من أروع الثورات التى أبهرت العالم، بداية من 25 يناير 2011 حتى أسقطت فرعون مصر من على عرش الاستبداد، وألقت به فى غياهب السجون جزاء ما اقترفت يداه.

لكن يد البطش والكراهية، وفى غفلة من الزمن امتد غدرها لتطفئ نور عينى الدكتور «حرارة» لتحرمه مواصلة زحف الثوار.. وهو الأمر الذى لم يزد البطل إلا إصراراً على مواكبة الجموع ضد جحافل الغدر والخيانة، واستمر فى التواجد الوطنى بجميع ميادين الحرية، ليضيف إلى لهيب النضال زيتاً يشعل أضواء الثورة، وينير الطريق للسالكين على درب الحرية.

وأرانى فى وسط هدير هذه الجموع، دون قصد منى، أصطدم بالدكتور «حرارة»، الذى بادرنى بعبارة ضاحكة فيها نبل إنسانى «يا أخى مش تحاسب هو انت أعمى؟» وفى الحال وجدتنى أستند إلى مقعد بجدار خيمة بالميدان وأسارع بتوجيه هذا الاعتذار إليه قائلاً له: «صدقت أنا الأعمى وإن كان لى نظر.. يكاد يرى المخبوء فى باطن الحجر.. فما حسن أن تفقد العين نورها.. لكنه نور القلوب إذا استتر.. أخى يا بصير القلب خير تحية.. وعذراً لأعمى القلب أذنب واعتذر».

 الأقصرى